
بقلم محمود القيسي- ديمقراطيا نيوز
من أغرب ما قاله الفلاسفة القدماء: “من العدل أن يأتي الرجل من الحجج لخصومه بمثل ما يأتي لنفسه”، و”الحسن ما حسنه العقل، والقبيح ما قبحه العقل”، و”لو سكت من لا يعرف، لقل الخلاف”.
كي لا نقع في الخطاء نفسه مرتين… من الموجب، بل اود أستخدام “يجب” وبشدة.. يجب علينا دائماً إتخاذ الموقف المعني والمسؤول وبدون أستثناء، والدفع بإتجاه فعل “الموقف” تحت صفة مذهب “الانتماء الفاعل” والباحث عن “حقيقة” عمل وفعل “وجودنا الوجودي” وما نمثل ومن نمثل.. ليس من اجل تبريرها، ولكن من اجل تأكيدها والاستمرار بها في حدودها “القصوى” في أستفزاز مقصود من اجل استخدامات “المطلق” في وجودنا النسبي.
من اجل أستخدام العقل الإبداعي في حدوده القصوى.. وعدم، بل رفض القبول بأقل من ذلك بكل الصفات والمواصفات الموضوعية والواقعية في وعينا الباطني ووعينا الظاهري.. من اجل تكريس علوم الحقيقة والواقع والاخلاق والمنطق.. علوم القوانين الطبيعية والحقوقية والسياسية وتطبيقاتها.. والخروج بها ومعها ومن خلالها إلى فضاء الكلمة والفعل والنظريات التطبيقية.. والتنفيذية.. إلى فضاء حرية الرأي.. والخروج إلى فضاء الحرية في النظرية والتطبيق.
جاء في دراسة أعدها باحثون في جامعة مشيغان الأميركية أن الاعتراف بالخطأ هو الطريق الوحيد لتجنب الوقوع فيه مرة أخرى، ويقول أحد معديها – الباحث جيسون موسر – إنه حين ننتبه إلى أخطائنا فإننا نوفر الوقت والجهد لتصحيحها، وبالتالي فإنا نستفيد منها.
موقع “ذي لاديرز” سرد سلسلة من الأخطاء التي يتجنب الأذكياء تكرارها، وفيما يلي أبرزها:
-عدم المبالغة في الثقة بأشخاص وتصديقهم بصورة ساذجة، والدخول في تعاملات معهم اعتمادا على جاذبية شخصيتهم وطريقة كلامهم.
-يجب ألا نفعل الشيء الخاطئ نفسه مرة بعد مرة ونتوقع نتيجة مختلفة، والأذكياء فقط هم من سيغيرون مسارهم حتى لو كان ذلك مؤلما.
-لا تحاول أن ترضي الجميع وتكون كما يريد البعض أن تكون، والذكي سيدرك أن ذلك مستحيل، وأن عليه امتلاك الشجاعة الكافية للقيام بالخيارات الصحيحة.
-بعض الناس يتقمصون دور ضحايا، وقد يقوم بذلك بعض الأذكياء، ولكنهم سيدركون سريعا أن الآخرين سيكتشفون اللعبة.
-هؤلاء الأذكياء أنفسهم قد يحاولون تغيير شخص ما، لكنهم سيدركون أيضا أنهم قادرون فقط على تغيير أنفسهم وليس الآخرين.
ان جدلية “لكن” ومشتقاتها الجدلية في “لكن” آخرى مستمرة.. لا تقتصر على الفن والحب والعدالة والتسامح والاخلاق والايمان والدين والقانون والجنة.. بل ايضاً على الحروب والكراهية… والظلم والحقد والجريمة.. والقتل والتهجير.. والاوبئة المفتعلة.. والامراض المُصنّعة.. والامراض الاجتماعية المتراكمة… والنزوات الاقتصادية المدمرة… وابادة الشعوب.. وصناعة الثورات المشبوهة وثوراتها المضادة… وصناعة الانحلال الاجتماعي والموت والمخدرات…. بقوة “قوانين” ما اصبح يُعرف بالجرائم الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والدينية المنظمة في دفاتر الرأسمالية الفلسفية المنظمة..!!
كما يجب التأكد والتأكيد والتأكيدية بأن وحدة وصراع الاضداد ( عمود الفلسفة ) الحقيقية مستمرة في وحدتها وصراعها من النار الى النور والعكس صحيح للأسف.. أنها فلسفة الفلسفات الاولية – الأساسية، والتي تاتي دائماً قبل قوانين “نفي النفي” و “التراكم الكمي والتحول النوعي” في قلب الفلسفة – الفلسفة التي أصبح لها وظيفة سياسية.. والتي تعني إستمرار الحياة والموت في صراعاً مستمر أكثر جدلية في احدى وجوهه.. وأكثر بيزنطية في وجوهه الأخرى..
في أول ردة فعل، صرخ فيلسوف المثالية الالماني هيغل قائلا: “اخيراً وجدت الحقيقة”، وذلك بعد إطلاعه على فلسفة احد أهم عمالقة الفلسفة الإغريقية القديمة – الجديدة.. الفيلسوف الباكي من حماقات الإنسان، والفيلسوف الغامض لإنه كان يُعبّر عن رفضه لما يراه شاذاً في القول والفعل.. فيلسوف الالغاز لإنه كان يتكلم في ذلك الوقت السحيق بالتشبيهات والتحول الكوني والاضداد.. وربما لإنه كان يؤمن – كما قال عنه أفلاطون – بإنه يتعين علينا أن نبحث داخل انفسنا عن الاجابات…
أعتقد هذا الفيلسوف اللطيف – هيراقليطس، بإن نار “جهنم” نار الهية لطيفة جداً وغير حارقة، في حين حوّل البعض “النار” في تعاطي السياسة العبثية الى “جهنم” الحمراء.. النار التي هي في قناعة واعتقاد فيلسوف التغير الاول: “المبدأ الأول للوجود”، اي الطاقة والتحول الغير محدود.. ثم الارض.. ثم الماء.. ثم الهواء.. والعنصر الثاني في فلسفته، هو ابدية هذا التبدل والتحول ووجوده في كل شيء..
كما أعتقد هيراقليطس أنه لا يوجد قط شيئاً جامداً في الكون، وكل شيء صائر وسائر.. اما في عنصر فلسفته الثالث – بيت القصيد، (وحدة وصراع المتناقضات بعضها على بعض.. وائتلاف واختلاف صراعها في وحدة وصراع لا يتوقف).. اي وحدة وصراع الاضداد المستمر في هذا الكون اللانهائي والانهائي مجدداً ومجدداً… الصراع الذي لا يتوقف.. الصراع الدائم تحت مسمى أو قاعدة التغير الدائم في الكينونة والصيرورة…والتغير والتطور الدائم والمستمر في كينونة وصيرورة (حياتنا اليومية) نظرياً وتطبيقاً.. وليس مجرد “كلام الليل يمحوه النهار” على ذمة “محمد ابن زبيدة” وشاعر الخمر ابو النواس.
من هنا كانت مقولة الفيلسوف الباكي الشهيرة: “انت لا تستطيع ان تنزل في نفس النهر مرتين” في إشارة لتغير المياه الدائم بفعل جريان النهر.. وهو القائل ايضا: “نحن لا نستطيع أن نتوصل إلى العلم إلا بعد بذل جهود كبيرة لان الطبيعة تحب إن تخبئ نفسها”.. وامي كذلك كانت تخبئ نفسها عن الاغراب، ودائماً ما كانت تهمس في أذني “الوسطى” أن أحذر الوقوع في نفس “المستنقع” أو نفس “الخطاء” مرتين.. كذلك كان يفعل الله، ويحذر أن لا نقع في نفس الخطاء ذاته مرتين.. كان يهمس في أذني كذلك، في أذني الوسطى… كذلك قال كذلك..!!!