من يستهدف ميقاتي.. ولماذا؟

العقرب – ديمقراطيا نيوز

سؤالان يخطران في بال كل مواطن لبناني، بغض النظر عن قربه او بعده من شخصية هذا الرجل، تقبّله من عدمه لفكره او نهجه السياسي، وطريقة معالجته لبعض القضايا، وتعاطيه مع مختلف الاستحقاقات، تدويره للزوايا، تعلّمه من الماضي، واقعيته،ونظرته للمستقبل..

كل ذلك، يمكن ان يكون مدار نقاش وتحليل، وتبادل آراء وأفكار ونظريات، وصولًا الى استنتاجات وخلاصات..

لكن ما هو واضح وجليّ، ولا مجال لمناقشته او حتى التخمين فيه هذه الحملة الممنهجة الذي يتعرّض لها ميقاتي عند كل تصريح او موقف او حتى بيان يصدر عنه..

ان انتقد “حزب الله” يصبح العميل والخائن والذي يحاول ارضاء المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة والمجتمع الغربي!..

وان ظهر انه يهادن الحزب او يحاول تدوير الزوايا معه حفاظًا على استقرار البلد وسلمه الأهلي، يتحوّل عند فريق آخر الى مرتهن ومتلوّن، هدفه المحافظة على كرسيّ الرئاسة الثالثة!..

يهاجمون الحكومة وينتقدوها ويتهموها بالتخاذل واللامبالاة والتسويف والمماطلة في معالجة ملفات الناس الحيوية، فيصوّبوا اسهمتهم الى صدر ميقاتي، ويتناسون من يعمل ليل نهار لعدم توفير نصاب الجلسات الحكومية وفرط اجتماعها !..

يُتهم كل يوم وكل ساعة باستغلال خلوّ سدة الرئاسة و ممارسة صلاحيات رئيس الجمهورية وأحيانًا بتجاوزها، ولا يخطر ببالهم أبدًا ان يسألوا أنفسهم قبل الآخرين من هو المسؤول الأول والحقيقي عن استمرار الفراغ في سدة الرئاسة الأولى؟؟…

الفراغ الأمني والتمديد لقائد الجيش العين على ميقاتي اما وزير الدفاع ومن وراءه فلا ذنب عليهم.

قانون الايجارات والتعويضات والأساتذة المُدان مباشرة ميقاتي، أما الوزراء والكتل النيابية خلفهم فلا مسؤولية عليهم ولا مساءلة تعنيهم!!..

أما حين يحمي ويحافظ ميقاتي على صلاحيات كرسي الرئاسة الثالثة فتخرج الأفاعي من وكرها، ويظهر الحقد الطائفي، وكلٌ يتلطى خلف مؤسسته الدينية.. رئيس الحكومة والسُنّة يريدون السيطرة على البلد..

هو ذات المرض، وذات الداء، وذات العقدة.. من لحظة اعلان “اتفاق الطائف” أو وثيقة “الوفاق الوطني”.. الهدف الرئاسة الثالثة، والتصويب على الرئاسة الثالثة، والهجوم على الرئاسة الثالثة، والانتقاد للرئاسة الثالثة..

ثمة من يحسم هذه الجدلية بالقول، لا مفرّ من هذه السيناريوهات ماضيًا وحاضرًا ومستقبلًا، وستبقى وتستمر لحين ان يأتي اليوم الذي تُعاد فيه الأمور الى ما قبل “الطائف”، الى اليوم الذي يعود فيه أحدهم الحاكم الفعليّ، يأمر وينهي، ويُعيّن ويُقيل!..

شارك المقال

WhatsApp
Facebook
Twitter
Email
Telegram
Print

مواضيع ذات صلة:

Scroll to Top