بعد سقوط المبادرة الفرنسية.. أين أصبح ترشيح سليمان فرنجية؟

بعد سقوط المبادرة الفرنسية.. أين أصبح ترشيح سليمان فرنجية؟

بقلم محمد عبد الرحمن

افتُتِح الأسبوع السياسي على مزيد من التعقيدات في ظل المأزق الرئاسي الذي يبدو أنه سيُعمّر طويلاً قبل أن تحين الساعة الإقليمية والدولية. أما الداخل فلا يزال مُشتبكاً مع مقاطعة القوى المسيحية المعارضة للحوار الذي ينوي رئيس مجلس النواب نبيه بري الدعوة إليه بداية الشهر المقبل.

اضافة الى ذلك، جاء تصريح الموفد الفرنسي المعني بالملف اللبناني جان ايف لودريان يوم أمس لوكالة الصحافة الفرنسية، والتي قال: “على اللبنانيين الذهاب نحو خيار المرشح الثالث”. وجاء هذا التصريح قي ظلّ تواجد الموفد القطري في لبنان الذي يقوم بجولات على كافة الاطراف اللبنانية مقدّماً طرحاً جديداُ، فهل تمّ رسمياً نعي المبادرة الفرنسية؟

في هذا الاطار، كشف الصحافي والمحلل السياسي يوسف دياب في حديث ل”ديموقراطيا” عن ان “هذه المبادرة سقطت بعد تصريح لودريان، يوم أمس، وحتى يمكننا القول منذ اجتماع اللجنة الخماسية في الدوحة. وتحدّث لودريان في زيارته الأخيرة سراً عن سقوط هذه المبادرة وضرورة الذهاب الى خيار ثالث، وأعلن ذلك امام جميع الاطراف اللبنانية التي التقى بها طالباً منهم ضرورة التخلي عن المرشحين فرنجية و أزعور.
كما طلب من “ح. ز. ب الله” التحضير لأرضية الخيار الثالث قبل عودته للمرة الرابعة في شهر تشرين الاول”.
وأضاف “لذلك، انتهت مفاعيل المبادرة الفرنسية التي تقضي بتسوية سليمان فرنجية رئيساً للجمهورية، ونواف سلام رئيساً للحكومة، حتى عند الفرنسيين لانهم اقتنعوا بان كل الاطراف الموجودة معهم في اللجنة الخماسية غير مقتنعين بترشيح سليمان فرنجية”.

وأشار دياب في حديثه الى انه “من الواضح أن الثنائي الشيعي يتجه نحو التصعيد لانه أصبح الآن أكثر تمسكاً بترشيح فرنجية، ولن يقبل أن ينكسر في خياره وخصوصاً لان الاطراف المعارضة فشّلت مبادرة الرئيس بري في الحوار. لذا، تعتبر ما حصل هزيمة سياسية أعادت المفاوضات الى المربع الاول”.
وتابع “من هنا، أعلن الرئيس بري تجميد مبادرة الحوار التي اطلقها في هذا الوقت، بقوله “أنا أديت قسطي الى العلا”، لطالما أيضاً أن الموفد القطري يقوم بالمزيد من التشاور والاتصالات”.

ولفت دياب الى أن “الموفد القطري يحاول أن ينزع من الثنائي الشيعي ذريعته بما يتعلق بترشيح قائد الجيش واعتبار ترشيحه غير موضوع لانه مدعوم من الاميركيين والسعوديين. لذلك قام الموفد القطري بطرح اربعة اسماء وهي قائد الجيش جوزيف عون واللواء الياس البيسري والوزير السابق زياد بارود والنائب نعمت افرام”.
وأردف “الموفد القطري يطالب الاطراف اللبنانية الذهاب نحو اختيار أحد هذه الاسماء بأسرع وقت ممكن، من أجل المساعدة في عملية الاصلاح والانقاذ، بالاضافة الى الدعم المالي والسياسي في هذه الظروف الصعبة التي يعيشها لبنان. في المقابل، يعتبر “وح.ز.ب الله” أن تحدّيه في الاستحقاق الرئاسي معركة حياة او موت لانه اذا خسرها، ستسجّل له خسارة اقليمية كبيرة في لبنان. لذلك لن يقوم بتقديم أية تنازلات خصوصاً مع عودة الملفات الاقليمية الى التوتر بين الايرانيين وكل من السعوديين والاميركيين لا سيّما في الملف النووي الايراني والملف اليمني.”

واعتبر دياب في ختام حديثه ان “الملف الرئاسي ذاهب نحو المزيد من التصعيد وقد فتح على مصراعيه، لأن لا يوجد أفق للحلحلة خلال الشهر المقبل. وهذا يعني ان الفراغ سيطول، وأمامنا المزيد من الانهيار على المستوى المالي والاقتصادي والامني”.
وعبّر دياب عن خشيته من أن “تتخلى دول اللجنة الخماسية عن لبنان، في اطار خلق المزيد من الضغوطات على الاطراف اللبنانية، اضافة الى توتر الاوضاع الامنية في البلد ومنها ما يحصل في مخيم عين الحلوة، وصولاً الى دخول النازحين السوريين الجدد وبينهم افراد مقاتلة ومهيئة لاستغلالها في اي حادث أمني قد يحصل. هذه الاوراق يعرف كيف يستخدمها “ح.ز.ب الله” لصالحه من اجل الضغط على الأطراف الداخلية الاخرى وصولاً او لحين فرض مرشحه عليهم.”

شارك المقال

WhatsApp
Facebook
Twitter
Email
Telegram
Print

مواضيع ذات صلة:

Scroll to Top