قطر تستكمل المهمّة الفرنسيّة بالدّفع السياسي والاقتصادي!

قطر تستكمل المهمّة الفرنسيّة بالدّفع السياسي والاقتصادي!

بقلم ديانا خدّاج

يظهر ان اللجنة الخماسية لم تنجح حتى اليوم بحل الازمة المعقّدة في لبنان. الحوار لم يتحقق من اجل الانطلاق نحو تسوية حقيقية للملف الرئاسي، و يبدو ان الدّول المجتمعة لانهاء الخلاف القائم بين الافرقاء، ها هي اليوم تختلف فيما بينها، فلا بيان ختامي كان مرتقبًا ولا مواد جديدة ولا حتى اسماء مطروحة، ما كرّس استمرار التّعقيدات.
فكما يختلف نواب لبنان ما بين مؤيدٍ لحوار رئيس المجلس نبيه برّي وما بين رافضٍ، بالاضافة الى عدم توحّدهم حتى اليوم على اسم واضح، تضاربت آراء ممثلي دول اللقاء الخماسي، لا سيّما بين اميركا وفرنسا في مقاربة الملف اللبناني.
في حديثٍ ل”ديموقراطيا” اشار عضو “اللقاء الديمقراطي” النائب بلال عبدلله، انه لا يوجد اي تحرّك ايجابي بين الافرقاء اللبنانيين، ما يصعّب على اللجنة الخماسية والخارج تأمين اي تسوية ممكنة بالاستحقاق الرئاسي. فهي حتى الان لم توفّق بصياغة موقف واضح من اجل انهاء رحلة البحث عن رئيس وهذا ما ظهر من خلال عدم اصدار اي بيان عن اللجنة المجتمعة في نيويورك”.
اضاف: “نحن في لبنان للأسف بحاجة الى الخارج لمساعدتنا، لأننا اثبتنا اننا غير جديرين بإيجاد حلّ. فمن جهة هناك فريق متشبّص بمرشّحه، وفريق آخر يرفع السقف عاليًا مطالبا بمواصفات قد تكون غير موجودة في الوقت الحاضر. من جهة اخرى، لذلك نحن ك”لقاء ديمقراطي” نسعى لايجاد الحل الوسط الذي يؤمن الحد الادنى من الاستقرار الداخلي، وهذا كلّه يرتبط بتطوّر الاوضاع الرّاهنة اقليميّا ودوليّا، لان كل تقدّم في أي ملف وبأي منطقة سينعكس ايجابًا او سلبًا على لبنان”.
وختم عبدلله قائلا: “لم نسمع حتّى اليوم اي كلام جدّي عن مرشّح ثالت، وهذا بفعل انّ الحوار متعثّرٌ في الداخل”.

من جهته اعتبر الكاتب والمحلل السياسي جوني منيّر، في حديث ل”ديموقراطيا” ان عدم صدور البيان الختامي، بالاضافة الى الخلاف الحاصل، “مع العلم انه قابل للحل” سببه ان دول اللجنة الخماسية ليسوا بصدد تخطي البيان الذي صدر عن اجتماع الدوحة ببنوده المحدّدة.
وسبب الخلاف كما اعتبره منيّر هو ان فرنسا عادت لنغمة وجوب الوقوف عند رأي الثنائي الشيعي، اضافة الى ذلك انها تشعر بخسارتها لكامل نفوذها الخارجي وتحديدا في افريقيا، وبالتالي لم يعد لها نفوذ او موطئ قدم سوى في لبنان. لذلك لن تتهاون في تسليم هذه المهمة الى قطر.
واكّد منيّر ان هناك دينامية جديدة وحركة جدّية على المستوى الخارجي بغضّ النظر عن نتيجتها، وحظوظ التوصل الى حلول بنهاية هذا العام مرتفعة ولكن لا يمكننا الحسم لأننا بحاجة الى عوامل داخلية وخارجية.
وعن دور قطر في لبنان قال منيّر” “دورها كبير لاسباب عدة، منها العلاقات الممتازة باطراف الازمة في لبنان تحديدًا السعودية واميركا وايران، بالاضافة الى خبرتها السابقة في الداخل اللبناني من خلال اتفاق الدوحة. كذلك فإن السعودية هي من اولت هذا الدور الكبير في لبنان الى قطر، وايضا قدرتها المالية التي وكما يبدو انها تحضّر لرزمة مشاريع مهمّة ستُنفّذ فور انجاز التسوية وفقا للشروط المطروحة وما يعني بالذهاب الى مرشح ثالث يجري الاتفاق عليه غير “فرنجية” و”ازعور”.
ختم منيّر: “إن ما يُحضّر للبنان على مستوى المرحلة المقبلة هو رعاية قطرية اقتصادية قوية”

شارك المقال

WhatsApp
Facebook
Twitter
Email
Telegram
Print

مواضيع ذات صلة:

Scroll to Top