بقلم وفاء مكارم
يؤكد النائب نزيه متى أن “المعطيات تقول أن خيار اللجنة الخماسية الأساسي ينصب على المرشح الثالث”، مشيرًا الى “ان المشكلة تكمن بالرئيس بري الذي مازال متمسكًا بالحوار والمرشح سليمان فرنجية، ومن جهته يقول “حزب الله” أنه منشغل بالحرب”.
متى وفي حديثه ل”ديمقراطيا نيوز” يلمّح الى أن “جميع المبادرات المطروحة تصطدم بتصلّب “الثنائي الشيعي” وبمفاعيل “حرب غزة” وجنوب لبنان، لأن الحزب يعتبرها فرصة يمكن البناء عليها معتمدًا سياسة النفس الطويل”.
ويرى ان “سياسة “حزب الله” عبر الحوار تعتمد على التصوّر الآتي: إذا كان الحوار لصالحه يتبناه، وان كان ضده يوقّع عليه ويتراجع كما حصل في إعلان بعبدا،” ويجزم بأن ” ما يهمّ الحزب أن نشاركه الحوار ليعطي انطباع للعالم أننا نتحمّل معه مسؤولية التعطيل الذي يمارسه بحال لم نتوصل الى اتفاق معه”.
وعن خيار اعادة فتح حوار بين “القوات” ورئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل للتوافق على مرشح، يقول متى “تقاطعنا مع باسيل على المرشح زياد أزعور وكان الحوار غير مباشر”، معتبرًا ان “التوافق يمكن أن يحصل فقط عبر الحوارات الثنائية”.
وعن إمكانية دخول إيران ضمن الخماسية كشرط لإنجاز الاستحقاق الرئاسي، يعتبر متى أن “لا داعي ان تكون إيران ضمن الخماسية ليكون لها دور في الملف الرئاسي، فهي موجودة من خلال “حزب الله” وأكبر دليل على ذلك اجتماع السفراء مع بري وليس مع الحكومة اللبنانية”.
ويضيف متى “حزب الله” استطاع من خلال السلاح منذ عشرين سنة حتى اليوم ان يفرض كل شيء بالقوة، وأن يكرّس نفسه بالمعادلة وبشكل غير مباشر إيران أيضًا”.
ويتابع متى “لا أدري كيف سيكون تجاوب الحزب مع استغلال الخماسية للهدنة المرتقبة في غزة، خاصة أنه لم يحقق أي انتصار، وما تبيّن حتى اليوم أن “حزب الله” مصرّ أن يكون الرئيس مطواعًا بين يديه، وهذا هو سبب معارضتنا لفرنجية او من يشبهه”.
ويختم متى ان “القوات اللبنانية مازالت متمسكة بأزعور لأنه المرشح الذي حصل على أعلى عدد من الأصوات، وكان لديه الفرصة للفوز”، مؤكدًا أنه “في حال توفر لمرشح آخر ٦٥صوتًا، ولديه المواصفات المطلوبة لرئاسة الجمهورية تمكّنه من بناء البلد، بالإضافة الى امتلاكه الرؤية والاستقلالية بالقرارات فلا مانع من دعم ترشيحه. وهو الأمر الذي يسري على قائد الحيش العماد جوزاف عون فإن تأمّنت الأصوات له نمشي به. ولكن حتى الآن هناك معوّقات تحول دون ترشحه، أهمها التعديل الدستوري، وأن يتوفر له الأصوات الكافية”.
غير ان مصدر مطلّع على تطورلت الملف الرئاسي، يؤكد لـ “ديمقراطيا نيوز” انه “رغم كل هذا الترحيب اللبناني والجو الإيجابي الذي عكسه بري لن يكون انتخاب الرئيس بهذه السهولة، ولا يمكننا حتى اليوم القول أن ما تقوم به الخماسية سيؤدي فعلًا إلى تعبيد طريق بعبدا”، مشيرًا “إلى الاهتمام السعودي المتزايد هذه المرة وهذا ما لم نشهده في السابق بل كان الفرنسي والقطري يتصدران المشهد”.
ويلفت المصدر الى “ان اللجنة الخماسية قدّمت صورة واضحة هذه المرة، ولم يدخلوا في لعبة الاسماء ولا حتى بالفيتو على اسم معيّن، بل قالوا أن لديهم إجماع ورؤية واحدة للمساعدة بانتخاب الرئيس، وهم يُمهدون الطريق لزيارة الموفد الفرنسي جان ايف لودريان”.
ويؤكد المصدر ان “اللجنة غير راضية عن أداء لودريان، وهناك حالة تنافس فيما بينهم. ولكن تبيّن لهم أن الانقسامات داخل أروقة اللجنة الخماسية لا تخدم رؤيتهم المشتركة”، لافتاً الى “ان لودريان لم يحدّد حتى الآن موعد محدد لزيارته الى بيروت”
ويستبعد المصدر مقولة أن فوز محور الممانعة في الحرب سيثبّت فرنجية على الطاولة، لأن الفريق المعارض من “القوات اللبنانية” الى “التغييريين” و”العونيين”، لن يسلّموا بهذا الطرح وبهذه النهاية”.