بقلم وفاء مكارم
“اللي شرب البحر ما بغصّ بالساقية”.. بهذه الكلمات اختصر مصدر من اللجنة الخماسية الوضع، وفيما يعتبر البعض أن اللجنة لن تستطيع انتخاب رئيسًا للجمهورية، يحرص السفراء على تقديم تصوّراً موحّداً وإعادة توحيد الموقف فيما بينهم، فالخماسية كما المسؤولين اللبنانيين يتنافسون فيما بينهم.
ومن هنا السؤال الذي يطرح نفسه هل الخماسية جادة في مسعاها أم تسعى لتمييع الوقت لحين بلورة تسوية معينة في المنطقة؟ ومع تعاظم العناد السياسي في لبنان هل يلوح السفراء بالعقوبات على المعرقلين؟
وفي السياق، رحّب النائب سيزار أبي خليل في حديث خاص لـ “ديمقراطيا نيوز” بجهود الخماسية التي تضمن خطة عمل ل٦ سنوات قادمة تنهض البلد مما هو عليه، والأهم أنهم يتكلّمون عن كيفية إنجاح العهد القادم وبرنامج عمله، متمنياً أن يترجم الأمر إيجاباً”..
ويؤكد أبي خليل أن “الخماسية تبدي اهتماماً كبيراً للتوصل نحو حل للأزمة الرئاسية، ولا يريدون فرض اسم معيّن”، مشدّداً على “احترام السيادة اللبنانية مع رفض فرض اسم معين من أي جهة كانت وان التيار سيتعاون مع اللجنة إلى أقصى حد”..
وعمّا ان كان للخماسية جولة قريباً على السياسيين، بفيد أبي خليل أن هذا الكلام مازال في خانة التكهن، قائلاً “حتى الآن لا ندري ما هي خطوات الخماسية القادمة، لكن التواصل مع السفراء قائم بشكل دائم وهناك زيارات واجتماعات”.
وعن رهن الرئاسة لمصالح الدول الخمسة التي ترعى اللجنة، قال أبي خليل أن “من يرهن البلد لهذه الدول هو اللبناني الذي ينتظر الضوء الأخضر من الخارج ليتحاور مع شريكه في الوطن، ونحن كتيار أظهرنا في كل مناسبة نيتنا بالعلن للرأي العام”.
ويشدّد أبي خليل على أن “تحرّك التيار لم ينقطع مع غالبية الأطراف السياسية وان التواصل يتم بهدف بلورة تشاور ينتج عنه اسم لمرشح رئاسي يُرضي المسحيين ولا يستفز الفريق الآخر، معلناً عن إمكانية عودة رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل للزيارات التشاورية للتوصل إلى تقارب نحو اسم معين”…
ويعتبر أبي خليل ان “العقوبات الأميركية على باسيل ليست عائقاً أمام التواصل مع الجانب الأميركي، قائلاً: “عندما تريد الولايات المتحدة التواصل معنا هناك طرق وقنوات اتصال وبالسابق تواصلوا معنا والتواصل غير مقفل معهم”.
وعن التباعد بين التيار والحزب، يشير أبي خليل الى أن “تفاهم مار مخايل لم يعد يفي بالغرض لمعالجة الأوضاع الحالية في البلد والتحديات التي تواجه اللبناننين” ، مضيفاً “اتفقنا على الدفاع عن لبنان وليس على فتح جبهات مساندة،
ونحن مازلنا محترمين توقيعنا على ورقة التفاهم، وما زلنا ملتزمين بالنقاط العشر للتفاهم، لكن الحزب لم يلتزم بعدة نقاط غير أن هؤلاء النقاط العشر غير كافية اليوم مع الأوضاع المستجدة بالبلد”.
ومن جهته، بدأ المحلل السياسي ابراهيم بيرم حديث خاص ل “ديمقراطيا نيوز” أن الخماسية جادة ومطلوب منها السعي لحل الأزمة الرئاسية في لبنان بغض النظر عن النتائج”، لافتاً إلى أن “السفراء سيكثّفون اجتماعاتهم سعياً للتحضير لما بعد المواجهات في غزة وجنوب لبنان، حيث سيتم إعادة ترتيب المنطقة في محاولة لاستغلال الوضع الأمني لحل الأزمة الرئاسية”، مشيراً إلى أن” الخماسية تسعى لطمأنة الأطراف القلقة من أن تكون الرئاسة جائزة للحزب على حسابهم على أن تقول لهم نحن لن نسمح بهذا الأمر وسنفرض حل تحت عنوان الخيار الثالث”..
أما عن نتائج مساعي الخماسية، يعتبر بيرم أن الأمر “مرتبط بالصراع في المنطقة وهو مرجح أن يكون طويلاً، كما على السفراء إقناع الثنائي الشيعي بالذهاب إلى الخيار الثالث، بالإضافة إلى التوافق فيما بين الخماسية لأنهم حتى الآن لا يملكون رؤية موحدة”..
ويعتبر بيرم أن “الخماسية لن تصل إلى مرحلة فرض عقوبات على المعرقلين، لكنها قد تلوّح بذلك تحت مبدأ “الجزرة والعصا”، مشيراً إلى أن “الحديث عن عقوبات سيفتح الباب على مشكلة جديدة في البلاد تعمّق الخلاف السياسي وتزيد من الانقسام الداخلي”.
وفيما يخصّ التباعد بين الحزب والتيار، أكد بيرم أن “التباعد قائم، وهم اصلًا اختلفوا على الرئاسة وجرت لقاءات عدة بينهم أوحى خلالها التيار أنه مستعد للذهاب بخيار فرنجية بحال تم التفاهم على ما بعد فرنجية، لكن توقف هذا التفاهم مع بداية حرب غزة”، مشيراً الى أن “التيار يلعب لعبة “حافة الهاوية” ويبدو أن لديهم فريقين داخل التيار:.
ويشدّد بيرم على أن “كل ما يسعى إليه التيار هو تحسين صورته أمام جمهوره لان الجوّ المسيحي ضد مشاركة لبنان بالحرب ومساندة غزة”..