بقلم صبحية الدريعي
مرّ أكثر من مئة وخمسين يوماً على بداية الحرب وجبهة الجنوب لم تهدأ وحال الميدان إلى مزيد من التّصعيد إلى جانب الخسائر البشرية والمادية والاقتصادية للحرب القائمة عند الحدود الجنوبية.
كان للقطاع التربوي حصة من هذه الخسائر فأضحى طلاب “العلم” مع علم متقطّع نتيجة إقفال العدد الأكبر من المدارس والمعاهد..
وفي هذا السياق ونتيجة التطورات الأمنية المتسارعة لفت وزير التربية في حكومة تصريف الأعمال الدكتور عباس الحلبي في مقابلة تلفزيونية “أنّ اكثر من 10 آلاف تلميذ في لبنان بين التعليم الرسمي والخاص، يعانون من مشكلة التعليم بسبب الحرب الدائرة في الجنوب، مؤكداً أنّ كلّ هواجس الطلاب في الجنوب ستُؤخذ بعين الاعتبار”.
وأضاف”سنلغي امتحانات الشهادة المتوسطة لهذا العام وسيتمّ إخضاع التلاميذ إلى امتحانٍ موحّد تُجريه المدارس لقياس قدرة ومستوى التّحصيل لكلّ تلميذ لترفيعه وسنعتمدُ نموذجاً خاصّاً للامتحانات الرسميّة لطلاب الجنوب”..
امتحان وطني لطلاب الشهادة المتوسطة
بما يتعلق بامتحانات الشهادة المتوسطة، فقد اتُخِذ القرار بإلغائها لصالح اعتماد امتحان موحّد في كل لبنان.
في عدة سنوات سابقة جرى الغاء الشهادة المتوسطة. لكن أهم ما في قرار الحلبي هو وعده طلّاب المدارس بأنّ المناهج ستتغيّر وستتطوّر وسيصبحُ التعليم في لبنان محدّثاً وعصرياً، فلماذا لا تقوم الوزارة بإلغاء الشهادة المتوسطة بشكل دائم والإعلان عن تطبيق المنهج الجديد الذي يَعدُ به وزير التربية في كل عام لخدمة الطلاب بدلاً من إدخالهم في صراع نفسي؟!..
الخبيرة والباحثة التربوية الدكتورة ندى معوض في حديث ل”ديمقراطيا نيوز” أشارت الى أن “هذا الامتحان هو نظام جديد طالما طالبنا به، هدفه اختبار كل طلاب لبنان بالأسئلة عينها لمعرفة مستويات الطلاب، أي هدفه أكاديمي تقييمي و سيكون فقط بإشراف وزارة التربية والدور الأساسي فيه للمدرسة.
دائرة الامتحانات في وزارة التربية ستضع الأسئلة وتوزّع بوقت واحد على جميع المدارس، كما ستجرى الامتحانات في كل لبنان بمراقبة من المدرسة نفسها أي لن تخصّص وزارة التربية مراقبين ومراكز امتحانات بل مشرفين يجولون على عيّنة من المدارس في أيام الامتحانات، كما أن المدرسة هي التي ستصحح المسابقات وتصدر النتائج وليس وزارة التربية، وبعد صدور النتائج يُعطى الطالب إفادة نجاح أو رسوب من الوزارة بناء على علامات المدرسة والامتحان التقييمي”..
وعن تأثير الغاء الشهادة المتوسطة على القطاع التربوي أجابت معوض “بأن البروفيه لن تؤثر سلباً على القطاع التربوي على العكس، لأن المحتوى الذي تتم به لا يتماشى مع العصر، وبالتالي اعتمادها صفًّا كباقي الصفوف أفضل من إلغائها، كما ان هذا القرار يعتبر خطوة اولى للوصول الى تعليم جديد ومناهج حديثة ومتطورة للنهوض أكثر بالقطاع التربويّ في لبنان “
طلاب الشهادة المتوسطة سينعمون بإمتحان وطني ماذا عن طلاب الثانوية العامة
نقيب المعلمين في المدارس الخاصة نعمة محفوض في حديث ل”ديمقراطيا نيوز” أشار الى أنه “مهما كان الوضع سيئًا يجب أن تتم الامتحانات لأن عدم إجرائها سينعكس سلباً على الطلاب، فبعضهم يريد السفر إلى الخارج بعد حصولهم على الشهادة، وجزء آخر يعتمد الشهادة للدخول إلى الجامعة، لذلك لن يتم استقبال أي طالب من دون الشهادة».
وتابع محفوظ “بالنسبة لطلاب الجنوب سيتم اعتماد امتحانات خاصة بهم، وهناك احتمال أن يتم اختيار مراكز بعيدة عن التوتر في المناطق. والمشكلة لا تكمن بالمكان بل بالدروس المعتمدة التي ستجري الإمتحانات الرسمية على أساسها فمن الضروري أن تتابع الوزارة الدروس التي تعلّمها طلاب الجنوب، والعمل على تقليص المنهاج، وإجراء الامتحانات بموضوعات جدا محدّدة وأساسية عبر تقليص المنهج، أي بدل إجراء امتحانات بـ 8 مواد تقلّيصها إلى 4 مواد”..
وكشف أن “الوزير خلال أسبوعين أو ثلاثة سيحدّد الدروس الأساسية للامتحانات الرسمية الخاصة بطلاب الجنوب”..
بعد سنتين على اعتماد المواد الإختيارية في الامتحانات الرسمية لطلاب الثانوية العامة يجري الحديث عن توجه لدى وزارة التربية لإلغاء المواد الاختيارية من الإمتحانات الرسمية لهذا العام. خبر قد يكون صادماً لطلاب الشهادة الثانوية الموعودون “بتخفيضات” إلا أن مصادر تربوية أشارت “لديمقراطيا نيوز” بأن هذا الامر لا يزال موضع نقاش في أروقة وزارة التربية والقرار مرتبط بالتطورات الأمنية. فان تطورت المواجهات أكثر وطالت العديد من المناطق سنكون أمام خيارين الأول تقليص المنهج وحذف العديد من الدروس، والثاني اعتماد المواد الإختيارية!..