رسالة من صديق مقيم ومغترب للرئيس سعد الحريري..

منذُ أن اتّخذ قراره بالاعتكاف سياسياً قررتُ انا والكثيرون من شباب وشابات البلد الاعتكاف ولو مؤقتاً والبحث عن مستقبل أفضل دون أن ننسى بلدنا وأحبتنا ولكن كنّا نرى برجل حقيقي عمق الوطن والمواطنية، وبصيص أمل في بقائهِ كي نبقى ونستمر، وحينما قرر ذلك قررنا معهُ السفر لأننا على يقين بما قالهُ حينها أن البلد وكل قياداتهِ بحاجة للحظة ادراك واعادة تموضُع وتواضع في شتّى الملفات كي ننقذ أنفسنا من الضربات المتتالية التي تلقاها البلد.
لقد مضى وقت ليس بقليل وأنا أراقب من بعيد يوماً بيوم كل أحداث البلد وتعقيداتهُ المعتادة ولكن مشهد واحد لم أتمكن من التعوّد عليه ألا وهو غياب الرُكن والعامود الأساسي لقنوات التواصل بين مختلف الأفرقاء والذي كان يعضّ على الجرح في كثير من الأوقات فداءاً للبنان وشعبهِ ومتمسكاً بقولهِ لبنان أولاً. نعم دولة الرئيس لم يتمكن أحد من ملىء الفراغ الوطني الذي تركتهُ وإن حاول أو سيحاول الكثيرون ولكن هُم قبل غيرهم يدركون أن لا أحد يستطيع أن يملىء هذا الشغور العابر للطوائف الذي جسّدتهُ كما أبيك رحمهُ الله، بالصبر والتحمّل والمحاولات العديدة للوصول بالبلد الى برّ الأمان والذي كنا على طريقهُ قبل الأزمة حينما كنا ننتظر مؤتمر سيدر وال ١٢ مليار الذي سعيت لهُ.
كذلك لا يمكنني أن أنسى أنك الوحيد الذي تفهّمت غضب الشارع أيام الثورة ولم تعطي أهمية لأي كرسي أو مصالح فئوية وطائفية، بل قلت لي شخصياً أنا لا أقبل أن تُهدر نقطة دم واحدة من أجلي أو من أجل اي منصب أمثّلهُ وفعلاً صدقت.
دولة الرئيس رسالتنا لك مني كما من رفاقي الكُثُر هي أننا لا نرى بصراحة في كل البلد أي بصيص أمل أو حل اقتصادي او سياسي ما لم تعود اليوم قبل الغد، لأن بلدك وأهلك بحاجة لحكمتك وعلاقاتك الدولية والعربية كي نتمكن جميعنا بالنهوض بالبلد سوياً، البلد الذي أحبك وأحببتهُ وكلنا نرى ذلك في عينيك في كل لحظة يطل السعد علينا.
دولة الرئيس إنني مغترب ومقيم ولكن ليس الإغتراب بالأرض ولكن برؤية بلدنا يتراجع ويضعف في حين أننا نرى من يمكنهُ العودة بالبلد وإصلاحهِ وبجهود جميع أبنائه وأعتقد جميع الأطراف أصبحوا على دراية كاملة بالحاجة لوجودك وقد أعلنوها من دون تردد..بلدك وناسك وكلنا بحاجة لك فأعادك الله سالماً معافياً قائداً ورئيساً لم نقدر على غيابهِ ولن نقدر. حماك الله.

منسق قطاع الشباب في البقاع الاوسط سابقاً – وسيم وليد دلي

شارك المقال

WhatsApp
Facebook
Twitter
Email
Telegram
Print

مواضيع ذات صلة:

Scroll to Top