الإمتحانات الرسمية بين ناريّ وزارة التربية والأوضاع الأمنية.. كيف كانت الأيام الأولى منها؟

بقلم رفال صبري

في ظلّ الأجواء العامة المضطربة في البلاد على جميع الأصعدة وأشدها على الصعيد الأمني، ظلّت الإمتحانات الرسمية قائمة بصورتها المعتادة ومن ضمنها طلاب مدارس الجنوب والمناطق الحدودية.

فكيف مضت الأيام الأولى منها؟

يرى “د. أيمن عبد الغني المصري” مدرّس مادة اللّغة العربية لطلاب المرحلة الثانوية، أنّه كان لا بد من إجراء الامتحانات في موعدها المحدد سابقًا، لا سيّما أنّ العملية الأمنية في لبنان شبه مستقرة بإستثناء المناطق الحدودية، وفي ظل وجود عدد كبير من التلاميذ في المدارس البعيدة عن المناطق المعرضة للإعتداءات فإنّهم قد تلقوا تعليمهم بالصورة المثلى وأنهوا برامجهم كاملة وحتى قبل تقليصها من قِبل الوزارة….

يضيف “المصري” إنّ الإفادات لا تُغني ولا تسمن من جوع وخير دليل على ذلك رفض الجامعات الخارجية قبول الطلاب اللّبنانيين سابقًا ممن حصلوا على الإفادات مما إضطر البعض منهم لإعادة السنة الدراسية.

يعتبر “المصري” أنّ التنظيم لم يكن على الشكل المطلوب ممّا أثر بصورة سلبية على نفسية الطلاب، منها تأخر توزيع الامتحانات في بعض المراكز لأكثر من ساعة مما تسبب في اطلاق العنان للشائعات، ناهيك عن تسريب نماذج الامتحانات من المراكز التي استلمت الأسئلة قبل غيرها و”هذا الأمر اعتبره خرقا للمساواة بين حظوظ الطلاب”.

أمّا فيما يتعلّق بالأسلئة، فيجد “المصري” أنّ المستوى العام لأسئلة الامتحانات أقلّ من المتوسط…. وذلك بناءً على مراعاة طلاب الجنوب الذين لم يتابعوا دراستهم إلّا أيّامًا قليلة وفي ظلّ الأجواء المضطربة ممّا استدعى عدم التشدد في نوعية الأسئلة.

في المقابل ترى أ. “سعاد علي حاتوم” مدرّسة ومنسقة لغة لطلاب المرحلة الثانوية ومراقبة في الإمتحانات الرسمية، أنّ الطلاب وحتى اللّحظة الأخيرة كان الخوف يلاحقهم بسبب الأوضاع الأمنية والقلق بشأن إقامة وإلغاء الإمتحانات، فكان السؤال دائمًا “هل حقًا ستجرى الامتحانات أم سيتم إلغاؤها؟”.

تعتبر “حاتوم” أنّه من الأفضل في هكذا أوضاع أن يتم إلغاء الإمتحانات أو تأجيلها وفق ما رأت من حالات توتر وخوف على وجوه الطلاب منذ اليوم الأوّل، وما زاد الأمر صعوبة وتوتر هو تأخير المادة الأولى لعلوم الحياة الذي هو عبارة عن ورقتين فأعطيت ورقة وبعد وقت قصير وزعت لهم الورقة الثانية ممّا وضع الطلاب تحت حالة من الضغط بسبب الوقت الطويل نتيجة التأخير.

أمّا بالنسبة لنوع المراقبة تعتبر “حاتوم” أنّ الجو العام كان هادئًا ورهبة الامتحان لا بد منها إذْ لم يكن هناك أي تساهل بمعنى خلق جو فوضوي في الغرف، مجرّد بعض الاستفسارات البسيطة التي لا تذكر لدى بعض الطلاب،
تضيف: “لم يكن هناك أي تهاون في رشتة او أي وسيلة غش أخرى”.

وعن تسريب الأسئلة، وجدت “حاتوم” أنّ الآراء قد انقسمت بين عملية تسريب مباشرة للامتحان، وبين خطأ في التصوير وطباعة الأسئلة.

إنما النتيجة واحدة وهي تسريب للأسئلة بطريقة غير مباشرة، إذْ تمّ توزيع الأسئلة عند الساعة ٩.٣٠ في بعض المناطق و عند الساعة ١١:٠٠ في مناطق أخرى وكانت قد انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي في ذلك الوقت.

من هنا، تجد “حاتوم” أنّ هذا العام يعتبر استثنائيًا وكان من المفترض إلغاء الإمتحانات والإستعاضة عنها بإفادات.

وبعد سؤال مجموعة من طلاب الامتحانات الرسمية حول مجريات الامتحانات بشكلٍ عام من تنظيم ومراقبة ومستوى الأسئلة.

عبّرت الأغلبية عن تساهل المراقبين نسبيًا مع الطلاب، ليس بصورة كاملة لكن في محاولة لعدم تعقيد الأجواء وتبسيطها قدر المستطاع على الأقل على الصعيد النفسي لتخفيف التوتر والضغوطات لا من ناحية الغش والمساعدة.
السلطة كانت موجودة لضبط الطلاب مع إمكانية طرح الأسئلة والاستفسارات.

أمّا عن أسئلة الامتحانات اعتُربت سهلة بالنسبة للطلاب الذي تابعوا دراستهم أوّل بأوّل منذ بداية السنة وبإمكانهم الحصول على درجات مكتملة في معظم المواد، أمّا الذين لم تتسن لهم فرصة للدراسة بصورة كاملة لم يتمكنوا من الإجابة بسهولة على اعتبار وجود بعض التفاصيل الصغيرة التي لا ينتبه لها سوى من تمعّن بدراسته.

في حين أعرب بعض الطلبة عن قدومهم إلى الامتحانات وهم متأكدون من الحصول على إفادات في نهاية المطاف بمعنى تقديم الإمتحانات “رفع عتب” على الرغم من قدرتهم على النجاح بسبب سهولة الأسئلة.

أمّا عن طلاب الجنوب الذين لم يتمكنوا من الدراسة إطلاقًا أو تقدّموا بصورة مجتزأة باستطاعتهم النجاح رغم عدم قدرتهم على تقديم المستوى المطلوب.

وبين انقسام الآراء ووجهات النظر ما بين إقامة الإمتحانات وإلغائها تبقى قائمة حتى الساعة، لكن هل ستكون إمتحانات شكلية تُعطى على إثرها إفادات؟ أم ستؤخذ بجدية دون مراعاة أكثر لطلاب المناطق الحدودية؟

شارك المقال

WhatsApp
Facebook
Twitter
Email
Telegram
Print

مواضيع ذات صلة:

Scroll to Top