عبدالله: جنبلاط لا يسمح لنفسه أن يمون على أحد.. و”جعجع ما حدا بمون عليه” جبور: قول الحزب انه تحت سقف الطائف يجب أن يترجم بتسليم سلاحه

بقلم وفاء مكارم

رسمت الكلمة الأخيرة للأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم خارطة المعركة والمفاوضات على حد سواء، فعلى الرغم من أهميّة الرسائل التي امتاز بها الخطاب إلا ان القوى المعارضة لـ”حزب الله” داقت ذرعاً من الحروب التي يُقحمها الحزب للدولة ويفرض تبعاتها على الشعب اللبناني بكافة تنوعه واختلافه.
فيبدو أن سلاح حزب الله سيكون عنوان المرحلة التي تلي عملية وقف إطلاق النار حيث لا تزال هذه القوى تصر على أن المطلوب هو تسليم هذا السلاح والعودة إلى شرعية الدولة ما قد يكون مؤشراً على فترة صاخبة نقاشها بيزنطي قد يتحول الى صراع سياسي محتدم إلى حد ما في المرحلة المقبلة.

في هذا السياق، يشدد رئيس جهاز الاعلام والتواصل في حزب “القوات اللبنانيّة” شارل جبور في حديث خاص لـ “ديموقراطيا نيوز” على ان المطلوب هو الانتقال من الاقوال الى الافعال، معتبراً ان حزب الله لغاية اليوم لم يلتزم بالدستور اللبناني والقرارات الدولية وبالتالي المطلوب ان يلتزم بالدستور الذي يبدأ بتسليم سلاحه للدولة.

ويضيف جبور انه لا يكفي القول بأن الحزب على استعداد للتعاون بل عليه ان يترجم ذلك بالبدء بتسليم سلاحه للدولة لان هذا السلاح يشكل خطراً على لبنان، مؤكداً ان لا قيام للدولة دون ذلك وعلى الحزب التعاون الفعلي لنبدأ بمسيرة بناء الدولة ودون ذلك سنبقى في المشكلة نفسها التي تدور حول البلاد منذ العام 90 الى اليوم.

وبعد ان اوحى قاسم بان لا رئيس للجمهورية في لبنان قبل انتهاء الحرب و قوله ان الحزب سيسهل عملية الانتخاب بعدها ، يعتبر جبور ان قاسم يعمل وفق اجندة خارجية لان من يعمل من أجل مصلحة لبنان واللبنانيين يذهب فوراً الى انتخاب رئيس خاصة ان نواب تكتل حزب الله يتجولون ويتوجهون الى مجلس النواب ، كما يمكنهم تفويض رئيس مجلس النواب نبيه بري من اجل اتمام العملية. لكنهم لا يريدون انتخاب رئيس يتولى المفاوضات من اجل انهاء الحرب ، بل يريدونها ان تبقى محصورة بهم ظناً منهم ان ذلك يمكّنهم من الحفاظ على سلاحهم الامر الذي لم يعد وارداً دولياً ولبنانياً.

وعن استعداد الحزب لأن يكون تحت لواء الطائف، يلفت جبور الى أن حزب الله يلزم لبنان بأن يكون جزءاً من محور تخريبي ايراني ويصر على ابقاء سلاحه ولا يلتزم باتفاق هدنة 1949 وبالتالي يضرب كل ما نص عليه اتفاق الطائف بعرض الحائط، قائلاً: “ليس مهماً ما يدعونه فالقول انهم مع اتفاق الطائف بحاجة الى ترجمة اي لا سلاح إلا سلاح الشرعية، وعليهم الالتزام باتفاقية الهدنة بين لبنان واسرائيل، كما الالتزام بحياد لبنان ، وان لا يكون جزءاً من محاور أجنبية”.

وحول زيارة جنبلاط لرئيس حزب القوات سمير جعجع المرتقبة، يشير جبور الى ان هدف هذه الزيارة هو التواصل بين زعيمين سياسيين حريصين على سيادة لبنان واستقراره ولديهما نفس الهواجس من هذه الحرب وخطورة استمرارها ويريدان انهائها بأسرع وقف ممكن وانتخاب رئيس للجمهورية لاعادة مسار الدولة على السكة الصحيحة، لافتاً الى ان توقيت الزيارة لا يمكن الافصاح عنه لدواعي امنية.

ويلفت جبور الى ان جعجع مهدد منذ زمن طويل بالاغتيال من قبل محور الممانعة ، لذلك يأخذ كافة الاحتياطات الامنية اللازمة، مشيراً الى ان هذه المرحلة تنتمي الى مرحلة سابقة ادت الى اغتيال عشرات القادة من اغتيال الرئيس رفيق الحريري وصولاً الى اغتيال لقمان سليم. اما بعد انتهاء هذه المرحلة فنحن ذاهبون نحو حصرية السلاح بيد الجيش بعد الحرب.

من جهته، يعتبر النائب بلال عبدالله في حديث خاص لـ “ديموقراطيا نيوز” ان كلام قاسم لا قيمة له قبل عملية وقف اطلاق النار، منوهاً الى الايجابية بالحديث حيث انها المرة الاولى التي يتمسك بها حزب الله بشكل علني باتفاق الطائف وبالقرارات الدولية وانتخاب رئيس للجمهورية .

كما دعا عبدالله للإشادة بكل خطاب ايجابي ومنفتح ومساعدته للمضي قدما لانه ليس من السهل الانتقال من مرحلة الى اخرى ، لذلك علينا ان نكون حاضرين لمرحلة وقف اطلاق النار لاعادة بناء الدولة.

وعن التشكيك بنوايا الحزب بعد وقف اطلاق النار بأن ينقلب على كلامه، يلفت عبدالله الى انه لا يمكن الحكم على النوايا الآن، لافتاً إلى انه بعد انتهاء الحرب سيجلس الجميع ويناقشون الامور وعندها تتكشف حقيقة النوايا.

وبعد الحديث عن الزيارة المرتقب التي سيقوم بها النائب السابق وليد جنبلاط لجعجع، يؤكد عبدالله ان الهدف من الزيارة هو مناقشة الامور العالقة بين الاشتراكي والقوات اللبنانية التي يتميّز بها الحزبين ، ومحاولة تقريب وجهات النظر فيما يخدم المصلحة الوطنية.

وعن ما يتم تداوله حول سعي جنبلاط “بالمونة” ان يضغط على جعجع لخفض السقف ولمّ الشمل، يؤكد عبدالله ان جنبلاط لا يسمح لنفسه بأن يقوم بهذه المهمة، كما ان جعجع احدا لا يمون عليه.

ويختم عبدالله ان موضوع حصر السلاح بيد الجيش اللبناني وحده امر مرتبط بنا كلبنانيين ومدى نضجنا.
وان كنا قادرين على تخطي المراحل السابقة لاعادة بناء بلدنا كبلد مؤسسات وان يكون للدولة موقف الحياد الايجابي حيث ان اسرائيل عدو وستبقى العدو بالنسبة الى لبنان، قائلاً: “لا استبعد أن نصل إلى مرحلة حصرية السلاح بيد الجيش اللبناني لاننا كلبنانيين جربنا كل شيء ، و آن الاوان ان نثبّت مسألة بناء الدولة ، و هذه هي المهمة الاساسية بعد الحرب”.

شارك المقال

WhatsApp
Facebook
Twitter
Email
Telegram
Print

مواضيع ذات صلة:

Scroll to Top