لمحطة الرابعة للبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي والوفد المرافق كانت في دار الافتاء الجعفري، حيث كان في استقباله مفتي صور وجبل عامل العلامة القاضي الشيخ حسن عبدالله وعدد من الفاعليات والشخصيات الرسمية والروحية.
وقال العلامة عبدالله: “هذا اللقاء يعكس نهج لبنان الذي يجتمع في الملمات والصعوبات. يطل غبطة البطريرك الراعي والوفد الروحي في هذه الزيارة للتأكيد ان الجنوب ليس وحده وهو جزء من لبنان، ولن نقبل ان يبتسم لبنان ويبقى جنوبه متألما. ان حضوركم هو من أجل رفع الالم”.
وأضاف: “ما يزيد من قلق اللبنانيين هو عدم انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية. أن أهل “العقد والربط” مدعوون لتحقيق هذا الامر”.
وأشار الى “أن النزوح يشكل قلقاً للوطن ومأساة للنازح، ولكن النفوس المؤمنة تعمل على المساعدة في تجاوز المرحلة. هذه الارض لنا، نعيش معا ونفرح معا ونصمد معاً من أجل مواجهة التحديات. ونتمنى أن يفرج الله عنا وعن أهالي غزة، تلك المنطقة التي تتعرض لحرب إبادة حقيقية”.
من جهتها، أكدت النائبة عناية عز الدين “عناية رئيس مجلس النواب نبيه بري بغبطة البطريرك الراعي والوفد المرافق له”، وقالت: “ما يميز هذه الزيارة انها تعيدنا الى لغة الامام القائد السيد موسى الصدر. عندما نتحدث عن السلام والسعي لتحرير فلسطين المحتلة فهو السعي لانقاذ التراث والاماكن المقدسة. هذه الزيارة التضامنية تأتي خلال ارتكاب العدو الاسرائيلي المجازر الانسانية، هي حرب ابادة ليس فقط اليوم بل من التاريخ الاسود لهذا العدو المليء بالمجازر”.
وأكدت “أن الاجرام الصهيوني لا يفرق بين شعب أو دين، فالعدو الاسرائيلي لا يريد السلام الذي يعيد الحق لاصحابه، بل أنه يضرب بعرض الحائط كل ما تحمله القوانين والاعراف الدولية”.
وقالت: “لبنان الصمود والمقاومة والجيش هم اقانيم الحفاظ على الوطن والوحدة المتراصة، وإن زيارتكم تؤكد أن الجنوب ليس وحده بل هو قلب لبنان النابض”.
وقال البطريرك الراعي: “نجدّد باسم مجلس البطاركة والاساقفة أننا نأتي لكي نعلن التضامن مع السياج الذي يسمونه الأطراف، هذا السياج هو الذي يحمي الوطن ويدافع عنه من كل المخاطر”.
ورداً على ما ذكره أحد قادة اسرائيل بأن لبنان “كذبة”، اعتبر الراعي “أنه قال ذلك حتى يلغي ما يمتاز به لبنان، أرض التلاقي والحوار والقداسة والتعايش، رغم التنوع الانساني والثقافي. ان المؤامرة الاقتصادية المصطنعة وتفتيت الدولة كلها تخدم مشروعهم. وأننا قررنا في مجلس الاساقفة والبطاركة أن نصمد ونتشبث بوحدتنا رغم تنوعنا، وأن أي سلطة تناقض العيش المشترك فاقدة الشرعية وسنحافظ على الوطن ولن ننزلق الى الفتن والمكائد”.
وتابع: “نذكر دائماً الامام موسى الصدر الذي رسم فلسفة لبنان وخلاص لبنان. ان المطارنة الذين كانوا مع الإمام الصدر قد رسموا مستقبل لبنان ليربح الجميع. مشروع لبنان يبنى كل يوم، وهو مثل بناء الاسرة التي تبنى كل يوم، وخلاص لبنان يكون بالصمود والبقاء مهما قتلوا دمروا. وليس لنا خلاص إلا بقوتنا وعيشنا المشترك”.
ثم استضاف العلامة عبدالله الراعي والوفد المرافق في صالون الدار.