بقلم روعة الرفاعي
فور صدور القرار بوقف الحرب في لبنان وبدء العمل به عند الساعة الرابعة من فجر يوم الأربعاء قام عدد كبير من النازحين في مراكز الإيواء بتجهيز أمتعتهم ووضعها داخل سياراتهم للعودة إلى قراهم الجنوبية والتي هجروا منها قرابة 66 يوماً ، لكن رحلة العودة لن تكون سهلة ودونها الكثير من الصعوبات سيما وإنّ الكثير منهم لا يعرف شيئاً عن منازلهم هل دمرت بشكل كلّيّ أو حزئي أم هي لا تزال صامدة كما يتمنون؟!!
أسئلة تراود أذهانهم لكن لم يتوقفوا عندها وجلّ همهم الوصول إلى النبطية ، الخيام، كفركلا، عيترون، العباسية وغيرها العديد من القرى والبلدات الجنوبية والتي إستهدفتها الغارات.
لكن ماذا بعد وصولهم و في حال كانت المنازل مدمرة بالكامل لمن سيلجؤون و تحت أي سقف سينامون و برد الشتاء و أمطاره لن ترحم أجسادهم المتعبة من النزوح و الخوف على المصير.
داخل مركز إيواء النازحين في فندق طرابلس إصطف النازحون في الباحة البعض ينتظر إكتمال التجهيزات للإنطلاق و البعض الآخر يبقى ليوم أو يومين و ربما أكثر ، بحسرة كبيرة روت سيدة رفضت الإفصاح عن إسمها ” كيف أن منزلها في النبطية مدمر بالكامل، بل و كل منازل الأهل، بإختصار لا يمكنها العودة في الوقت الراهن إلى أن تظهر الحلول لأزماتهم”، فهل يمكن القول بأنّ النصر كان حليفنا كما يرى البعض؟؟.. فأي نصر هذا المجبول بالدمار و الدماء و الخوف و الحسرة على جنى العمر ؟؟.. هي أفكار تجول في الخاطر لكن لا يمكن البوح بها في الوقت الراهن.
صبرنا وصمدنا وسنعود لديارنا
حسن عقيل بواب من العباسية قال:” تركنا القرية منذ اليوم الأول للعدوان قصدنا بيروت ومنها إلى طرابلس حيث إستقبلنا المعهد الفندقي في الميناء ، الحمدلله كانت إقامتنا جيدة وأهالي المدينة لم يقصروا معنا ، الحمدلله صبرنا وصمدنا بفضل دعمهم واليوم مع وقف إطلاق النار باتت العودة قريبة لكن أدعو الجميع للتريث لحين يتسلم الجيش اللبناني زمام الأمور”.
وتابع:” عدد كبير من الأهالي عادوا اليوم إلى قراهم حتى قبل معرفة مصير منازلهم، وهناك من سيبقى لحين تأمين المساكن بالنسبة لي سأعود كون بيتي لم يتضرر إلا بشكل بسيط، الله يحمي البلد ويجمعنا على كلمة واحدة”.
من جهتها الحاجة فاطمة الطفيلي من النبطية قالت:” وضعنا أمتعتنا في السيارة ونستعد للعودة وإن كنا لا نعرف شيئاً عن منازلنا، أعرف بأن منازل النبطية مدمرة بشكل كامل لكن ما يهمنا أننا إنتصرنا ، والحمدلله على كل شيء الله يرحم الشهداء ويشفي الجرحى ويحمي تراب الجنوب الأهم بالنسبة لنا ونتمنى أن لا نتهجر مرة أخرى”.
ممرض في مستشفى الساحل قال:” اليوم يوم تاريخي ومميز في كل لبنان ونحن نحيي كل الجهود التي أدت إلى وقف إطلاق النار ، طبعا سأعود إلى منطقة الضاحية والتي أعيش فيها وأعمل ضمن مستشفياتها ، سأعود لأخدم الناس كممرض، ليس هناك أجمل من العودة إلى بيوتنا وأحضان قرانا في الجنوب الصامد”.
ولفت منوهاً بالوحدة الوطنية التي أظهرتها هذه الحرب خاصة في طرابلس وفي فندق الكواليتي -إن حيث قدم الأهالي كل ما بإستطاعتهم لنشعر بالأمان فألف شكر على هذه الإستضافة.
رفيق يونس الحج يونس من منطقة الكفاءات قال:” تعرض منزلي للقصف، لكن سنعود ونكمل مسيرتنا في هذه الحياة، أتوجه بالشكر للرئيس نجيب ميقاتي على دعمه لنا كنازحبن”.
وتابع:٠”الحياة صعبة لن نستسلم لكل الضغوطات التي نتعرض لها وبإذن لن يتم تهجيرنا مجدداً”.
الدكتور يمق
رئيس بلدية طرابلس الدكتور رياض يمق يقول:” نحن في بلدية طرابلس ما زلنا نقوم بواجباتنا تجاه إخواننا النازحين من القرى الجنوبية ، ما زالت البلدية تسجل أسماء العائلات الموجودة في المنازل و اليوم هناك توزيع حصص بكميات كبيرة بالتعاون مع جمعية الإغاثة الإسلامية. بعض المنظمات الدولية إتصلت وأعلنت عن توقفها بعد الهدنة ، لكن أشرنا اليهم أنّ عائلات كثيرة ستبقى في مراكز الإيواء وضمن المنازل وهي تسجل أسمائها في البلدية مما دفعها لإعادة النظر والبقاء من أجل متابعة كل الإحتياجات”.
ويتابع:” هناك رسائل تصل لكل العائلات المسجلة من أجل الحصول على حصص غذائية وبطانيات ولوازم مختلفة، أما بالنسبة للمستشفيات فهناك ثلاثة مستشفيات مخصصة لإستقبالهم: الحكومي الإسلامي واورانج ناسو وهي تقدّم الإستشفاء مجاناً”.
ويضيف يمق:” من لا يشكر الناس لا يشكر الله، الكثير من الأخوة النازحين سواء في مراكز الإيواء أو في بعض المنازل أجروا إتصالاتهم بالبلدية لشكرها على كل ما كانت تقوم به من أجلهم.
كما أهل طرابلس الذين إحتضنوهم بكل صدر رحب وبشاشة وجه، وقد لمسوا ذلك ضمن الأسواق و داخل المحلات”.