كتب مايز عبيد في “نداء الوطن”:
ما كان ينقص أهالي قرية العريضة الحدودية مع سوريا إلا ضربة إسرائيلية للمعبر حتى تكتمل معاناتهم… حربٌ ليس لهم أيّ دخلٍ فيها لكنّهم كغيرهم من اللبنانيين تحمّلوا خسائرها وويلاتها.
في الليلة الأخيرة وقبيل دخول قرار وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ، شنّ الطيران الحربي الإسرائيلي ليل الأربعاء الماضي هجوماً على المعابر مع سوريا كافة، بما فيها المعبر عند نقطة العريضة الحدودية. تقع بلدة العريضة في سهل عكار وتمتدّ على ضفاف النهر الكبير الجنوبي، حيث يعمل معظم الأهالي في صيد الأسماك، علماً أن مصادر رزقهم معطّلة في الأساس، بسبب عدم تنظيف مجرى النهر الكبير منذ مدّة ثم ألحقت الضربة ضرراً في مراكب الصيد وكذلك البيوت، لتعمّق من معاناة الأهالي والعائلات هناك، وتجعل حياتهم أكثر صعوبة وإيلاماً.
في هذا السياق، يشير رئيس تعاونية صيادي الأسماك في العريضة محمد عبلة لـ “نداء الوطن”، إلى أنّ “حجم الخسائر في مراكب الصيد يتخطّى الـ20 ألف دولار، ناهيك عن الأضرار التي لحقت بالمنازل”. ويضيف: “يشعر الناس أنهم مهمَلون ومتروكون. المنطقة منكوبة بالكامل، علماً أنه قد سقط شهيد من الجيش اللبناني وجرحى أيضاً بسبب القصف، ورغم المعاناة الكبيرة التي لحقت بنا، لم نجد من يتحرّك باتجاهنا”.
وشدّد عبلة على أنه لا “يكفي إصلاح الجسر لعبور السيارات وترك الصيادين ومصالحهم من دون متابعة”، مشيراً في الوقت ذاته، إلى “أن الأهالي سيتجهون نحو التصعيد عبر الشارع في الأيام المقبلة إذا لم يتم التجاوب مع مطالبهم”.
تجدر الإشارة إلى أنّ “الغارات الإسرائيلية في الليلة الأخيرة التي سبقت دخول وقف إطلاق النّار حيّز التنفيذ، استهدفت أيضاً معبر الدبوسية في عكار، وتقوم وزارة الأشغال بإصلاح المعبرين، تمهيداً لعودة حركة الدخول والخروج بين لبنان وسوريا إلى ما كانت عليه قبل الغارات.