كتب نادر حجاز في موقع mtv:
بدأ العدّ العكسي لجلسة 9 كانون الثاني وسط زحمة أسماء على خطّ قصر بعبدا، بانتظار أن تستقرّ بورصة الاستحقاق على مرشّحٍ أو أكثر عشية الموعد الإنتخابي. وفي هذه الأثناء، تتجه الأنظار الى حراك عين التينة ومعراب، إضافة الى الموقف السنّي في ظل وجود كتلة وازنة في عملية الاقتراع تتمثّل بالنواب الوسطيين في تكتل “الإعتدال الوطني” وغيره من الكتل.
ظهرت أسماء كثيرة إلى العلن كمرشحين جديين أو محتملين، لكنّ خيار قائد الجيش لا يزال يتقدّم على سواه، كما تتقاطع أجواء أكثر من فريق سياسي، على الرغم من الرفض المعلَن به من قبل النائب جبران باسيل وحزب الله. إلا أن الدعم الخارجي له يرفع حظوظه وما يُنقَل عن سفراء اللجنة الخماسية يعزّز هذا التوجّه.
وفي موقف لافت على بعد أيام من الجلسة، كشف عضو تكتل الاعتدال الوطني النائب أحمد الخير، في حديث لموقع mtv، “أن الصورة باتت أوضح عند الجميع، وهناك شبه اقتناع عند الغالبية بأن تسهيل انتخاب رئيس للجمهورية في الجلسة المقبلة يحتاج الى توافق الجميع على قائد الجيش جوزاف عون”.
وبالتالي هذا يعني أن لا خيار بديلاً عن عون؟ قال الخير: “لا أقول بأن لا خيار بديلاً، لكن الجو الخارجي والوضع المستجد يعطي انطباعاً بأن الحظ الأوفر لتمرير هذه الجلسة برئيس منتخَب هو أن يكون هناك موافقة من الثنائي الشيعي على قائد الجيش. وهذا هو العنوان الأساسي للمشاورات الحاصلة بين كل القوى، فقائد الجيش هو المرشّح المتقدّم باعتراف الجميع، حتى الأطراف التي لديها مرشحها تقول إنّ الأولوية لعون ولكن برأيها يجب أن يكون هناك plan B، ومَن يطرح نفسه ليس من باب المرشح الأساسي انما في حال لم يصل قائد الجيش”.
وبالتالي، هل هذا يعني أنه إذا لم يُنتخب قائد الجيش في ٩ كانون الثاني سيكون مصير الجلسة التأجيل؟ أجاب الخير “أعتقد ذلك”.
وعن موقف اللجنة الخماسية، لفت الخير الى أنّ “قائد الجيش هو مصدر ثقة بالنسبة إليها والخيار الأنسب للمرحلة المقبلة وهُم لا يخفون هذا الأمر. وهناك كلام أن الرئيس نبيه بري قد يتبلّغ موقفاً رسمياً بهذا الخصوص في المرحلة المقبلة”.
بالتزامن، أرخت التطورات السورية بظلالها على لبنان، الذي سيتأثّر بطبيعة الحال بتغيّر الحكم في الشام. فأي انعكاسات للمشهد السوري؟
أشار الخير إلى أن “سقوط النظام هو الذي أضعف حلفاءه في لبنان، وليس وصول الفريق الجديد الى الحكم في سوريا نظراً لتدخله المحدود جدّاً او شبه المعدوم في الملف اللبناني”.
ولكن ماذا عن موقف قائد الإدارة السياسية الجديدة في سوريا أحمد الشرع “الجولاني” حول دعم قائد الجيش، قال الخير: “الجولاني حاول القول للمجتمعَين العربي والدولي إنّه لم يأت للتعارض مع مصالح هذه الدول في المنطقة إنما للتكامل معها. ومن هذا الباب يبدو أنه اختار تأييد مرشح هناك توافق عربي ودولي عليه. وهذه ليست رسالة للداخل اللبناني على قدر ما هي رسالة للدول الداعمة، وهي من باب الصورة التي يحاول أن يعطيها الجولاني عن دوره في سوريا والمنطقة”.
في هذه الأثناء، يجري التداول بحراك على مستوى الساحة السنيّة، ما قد يتطوّر إلى عقد لقاء سنّي جامع قبل الجلسة الرئاسيّة. فماذا في التفاصيل؟
أوضح الخير “أننا نقوم بمشاورات مع الجميع وسنستكملها مع باقي الفرقاء، وهناك لقاءات مستمرة مع الكتل السنّية التي قد تصل الى خطوات متقدمة في الأيام المقبلة، من أجل تشكيل مروحة واسعة من النواب الوسطيّين تأكيداً على أهمية انتخاب رئيس توافقي ويحمل ثوابت تستطيع أن تواكب المرحلة، خصوصاً على مستوى الشروع بالاصلاحات وإعادة ثقة المجتمعين العربي والدولي بلبنان، كي يستطيع أن يحكم والإشراف على تشكيل حكومة كاملة الصلاحيات، ويعملا معاً مع مجلس النواب من أجل اقرار التشريعات المطلوبة. وبالتالي عملية النهوض بالبلد على كافة المستويات بعد كل الأزمات التي خلّفتها السنوات الماضية، لا سيما الحرب، تحتاج الى هذا التكامل وأن يكون جميع اللبنانيين تحت سقف الدولة والعهد القادم”.
وعن التنسيق مع دار الفتوى واحتمال انعقاد لقاء جامع للنواب السنّة، قال: “التنسيق مع دار الفتوى وموقع رئاسة الحكومة والنواب السنّة قائم أقلّه من جانبنا، فنحن على تنسيق شبه يومي مع الجميع، فالتعاون قائم ويتقدّم بشكل ملموس ونحاول أن نكون في موقعنا الطبيعي كصمّام أمان في هذا البلد”.
وعليه، يشتدّ الكباش إلى حين الموعد الرئاسي الاول مطلع العام 2025، فهل يكون عنوانه: “قائد الجيش أو لا أحد؟”.