كتب د. عبدالله بارودي
في نهاية العام 2023 ولِد حلم “ديموقراطيا”..
فكرة أردتها أن تنبثق من رحم “ثلاثية ماسيّة” واكبت سنوات حياتي الدراسية و المهنية و الفكرية، عاشت معي و عشت معها ، واكبتني و واكبتها في كل تفصيلة، و في كل حلم، و في كل خطوة، و في كل قرار..
ثلاثيّة ، “القانون” و “السياسة” و “الإعلام” .. لم أرد ان أتخلى عن “شغفهم” الذي أحاطني من كل الإتجاهات، و أسَرني مدى الحياة ك”عاشق” و “معشوق”، فخضنا معًا غمار الحياة بكل ما فيها من عقبات و مطبّات.. و تجاوزنا معًا كل الإخفاقات و الانكسارات .. و تشاركنا معًا كل النجاحات و الإنتصارات.. وقرّرنا معًا المواجهة و عدم الإستسلام ..
و انطلقت رحلة “ديموقراطيا” في ربيع عام 2023 عبر حملة تسويقية امتدت لفترة شهرين ، وقعت خلالها أوراقها الرسمية بكل تفاصيلها بعد إتمام اجراءاتها القانونية من محاميها الصديق “صالح المقدم” لتتحوّل “ديموقراطيا” الى مؤسسة فعلية تدمج في سجلها “الذهبي” القانون و السياسة و الاعلام لنعوّض بهذه الخطوة غياب التشريع الإعلامي المفقود ، و عدم الإنجرار للموافقات والأذونات الإعلامية غير الشرعية و التي لا قيمة قانونية لها بإعتبارها صادرة عن من لا صفة له في هذا الخصوص !..
في صيف عام 2023 بدأت الرحلة “التجريبية” عبر حسابات مواقع التواصل الإجتماعي المتعددة، في ظلّ فريق عمل لم يتجاوز حينها أصابع اليد الواحدة !..
مرّت الأشهر الثلاث الأولى بنجاح كبير لفتني و فاجأ فريق العمل قبل غيرهم ، و ظهر ذلك من ردود فعل الأحزاب والتيارات السياسية و الشخصيات العامة من كل الإتجاهات الفكرية و الطوائف المهنية، و الأهم من كل ذلك ردة فعل الجمهور .. و كان تجاوز عدد المشاهدات و المتابعات و القراءات العشرات فالمئات ثم الآلاف، مصدر فخر و اعتزاز، فقرّرت الإنتقال الى المرحلة الأخيرة، و بدأنا بتأسيس الموقع الالكتروني ل”ديموقراطيا نيوز”..
في بداية شهر تشرين الأول عام 2023 نظّمت مؤسسة “ديموقراطيا” بالتعاون مع نقابة المحامين في طرابلس مؤتمرها الدستوري الأول في قاعة المحاضرات الكبرى، حظي بحضور و مشاركة شخصيات و مرجعيات قانونية و دستورية و سياسية و حشد من المحامين و المهتمين، جرى في نهايته توزيع أكثر من 300 شهادة مشاركة للمحامين المتدرجين..
في نهاية شهر كانون الأول 2023 انتهى تصميم الموقع الالكتروني، و في الأسبوع الأول من العام 2024 بدأت عملية النشر توازيًا مع عمل المنصة عبر “السوشيل ميديا”..
اليوم تطفئ “ديموقراطيا نيوز” عامها الأول ، حاولنا بمسؤولية ان نعمل بكل احترافية و مصداقية و مهنية لنواكب قدر الإمكان معظم الأخبار و الأحداث و التطورات على مختلف الصعد السياسية و الأمنية و الاقتصادية و الفنية و الرياضية في لبنان و الدول العربية و العالم، من خلال تقارير، و تحقيقات، و لقاءات، وحوارات، مكتوبة و مصوّرة بعيدًا عن السطحية و التفاهة، و زرع الأحقاد و الضغينة بين اللبنانيين. فاستطعنا بهمّة ونشاط و محبة و تعاون فريق عمل “ديموقراطيا نيوز” الذي تخطى عدده اليوم حدود 20 شخصًا – تحوّلوا فعلًا لا قولًا الى عائلة متكاملة متكاتفة متضامنة – من تبوء “ديموقراطيا نيوز” مركزًا مرموقًا و محترمًا بين أقرانه على الصعيد الوطني..
و ها نحن وصلنا بدعمكم ومحبتكم ، و قبل كل ذلك برعاية الله و مباركته، و رضى الوالدين، الى مئات آلاف المشاهدات بل الى الملايين منها و هو ما سنبرزه خلال الفيديوهات التي ستنشر في حساباتنا الرسمية عبر مواقع التواصل الإجتماعي مواكبةً و احتفالًا بمرور السنة الأولى..
شكرًا لكم من القلب ، شكرًا لكل متابع و لكل قارئ و لكل مشاهد منحنا ثقته، و آمن بأحلامنا و آمالنا و تطلعاتنا، لنتحوّل معكم الى شركاء حقيقيين في اعلاء صوت الحق و الحقيقة..
عهد علينا ان نتابع المشوار الذي بدأناه.. ليبقى “للشعب كلمة”..