حرب: ترامب سيفاجىء حلفائه واصدقائه قبل أخصامه.. وعلى الحكومة المقبلة كسب رضى أميركا اولاً

بقلم وفاء مكارم

بخطى ثابتة عاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب الى البيت الابيض ناحتاً وجهاً جديداً لأميركا، وراسماً خارطة طريق المرحلة القادمة للعالم بأسره، فما قبل ترامب ليس كما بعده.. هو من أظهر انه عرّاب السلام من لبنان الى غزة و من ثم يسعى لوقف النار في أوكرانيا، لكن في المقابل عنجهية هذا الرجل تجعل منه حازماً صارماً ومستعداً لنزع التحديات من جذورها حتى ان توجب الامر استخدام القوة.

عودة “الرئيس القوي” الى الحكم في أميركا لا تسرّ الكثيرين و أولهم الجانب الاوروبي، حيث اعتبر رئيس الوزراء الفرنسي ان سياسة ترامب ستسحق اوروبا و تهمشها، كما أعلنها صراحةً الاتحاد الأوروبي مستعد “للدفاع عن مصالحه” إذا اقتضت الضرورة…
فأي اجراءات سيتخذها ترامب تجاه اوروبا؟، و ما هو مصير الشرق الاوسط في عهده؟، و كيف ستتعامل الادارة الاميركية الجديدة مع لبنان؟، وهل تجرّه ايران الى الحرب؟..

يلفت الصحافي و الكاتب السياسي موفق حرب في حديث خاص لـ “ديموقراطيا نيوز” الى ان هذه العودة ستحمل معها بارقة أمل لصفقات سياسية واعدة تترافق مع حسابات معقدة تمتزج بالمحاباة و الانتقام و المفاجآت.

و مع سعي ترامب للتعريف عن نفسه بأنه عرّاب السلام بينما يدعو لاستعادة كندا، يؤكد حرب ان ترامب لا يسعى للحرب مع كندا، بل دعا لانضمامها للولايات المتحدة الأميركية.
و عن تخوّف أوروبا من عودة ترامب للبيت الأبيض، أشار حرب الى ان ترامب منذ ولايته السابقة كان و مازال يعتبر ان الولايات المحدة تجهد سياسياً و مالياً لحماية أوروبا، في حين ان حلف الناتو لا يدفع ما يتوجب عليه من تلك العملية، لافتاً الى ان ترامب يعتبر ايضاً ان اميركا تخسر من زعامتها على العالم لمصلحة دول أخرى حول العالم.

و يضيف حرب ان شعار ترامب “عودة أميركا عظيمة مجدداً “و “أميركا اولاً” يفرض ان يدفع أحدهم الثمن، ولن يسمح ترامب ان تسدد اميركا فواتير الآخرين، مشدداً على وجوب ان تتعامل اوروبا مع اميركا المتجددة، و مع رئيس لن يتكرر سيفاجىء حلفائه واصدقائه قبل أخصامه.

و عن ما قد يقدمه ترامب للشرق الاوسط و ما قد يأخذ منه، يؤكد حرب ان الشرق الاوسط بحاجة الى قيادة الولايات المتحدة الامريكية، فالرئيس الاميركي السابق جو بايدن كان يعمل على تقديم النُصح فقط، بينما ترامب يعلم جيداً ماذا يريد، مشيراً الى ان أولويته أميركيا و من يعتدي على المصالح الاميركية سيكون حازماً معه، كما يعطي المنافسة مع الصين حيّزاً كبيراً.

و يقول حرب: “ترامب كان حازماً مع نتنياهو و لن يسمح له ان يتعامل معه كما تعامل مع بايدن، كما كان واضحاً بأنه في حال حافظت حركة حماس و اسرائيل على الهدوء في المنطقة لن يتردد ترامب بلعب دور الوسيط”.

وعن التعامل مع “حزب الله”، يشير حرب الى ان الادارة الاميركية تعتبر الحزب منظمة ارهابية، وان كانت الحكومة اللبنانية تحت سيطرته سيسمح للولايات المتحدة ان تتعاطى مع هذه الحكومة كما تتعاطى مع الحزب نفسه، مشدداً على انه اذا أراد لبنان استعادة ثقة المجتمع الدولي و كسب المساعدات من البنك الدولي و الدول العربية التي هي صديقة للولايات المتحدة فيجب ان تكسب الحكومة أولاً رضى أميركا.

و عن هدنة لبنان، يرى حرب بأن نتنياهو يعلم جيدًا انه اذا طلب الرئيس ترامب منه شيء عليه ان ينفذه، و من الواضح ان ترامب لا يريد ان تزعجه الامور التي يعتبرها بسيطة و صغيرة، فأنهى حرب غزة و لبنان، لافتاً الى انه بحال كان اعتداء نتنياهو على لبنان مزاج اسرائيلي فلن يسمح له ترامب بذلك، و لكن اذا خرق “حزب الله” الهدنة و ردّت اسرائيل في المقابل، فمن الطبيعي ان تكون الولايات المتحدة الى جانب اسرائيل.

وحول الملف الروسي _ الاوكراني، يشير حرب الى ان ترامب وعد انه سيعمل على انهاء الحرب منذ اليوم الأول، وهذا وعد انتخابي لا يمكن عدم تنفيذه، لذا سنشهد خلال اليومين المقبلين الاعلان عن موعد لقاء مرتقب بين ترامب و بوتين.

و حول الملف النووي الايراني، يعتبر حرب ان ترامب لن يجنح الى حرب مع ايران إلا اذا سعت هي إليها بشكل جديّ، و حوّلت قدراتها النووية الى عسكرية متوقعاً فرض عقوبات أميركية مشدّدة على ايران.

شارك المقال

WhatsApp
Facebook
Twitter
Email
Telegram
Print

مواضيع ذات صلة:

Scroll to Top