
كتب د. عبدالله بارودي
و كلّ طابخِ سمّ سوف يأكلُهُ.. و كلّ حافر بئرٍ واقعٌ فيها
-ايليا أبي ماضي-
اتصالات، لقاءات، اجتماعات، في السرً والعلن، صباحًا، ظهرًا، مساءًا، و حتى طلوع الفجر.
تُحاك المكائد، تُعلًق المشانق، تُرسم المشهديات، تُكتب النظريات، تُرفع الشعارات، فتولد القضيًة!..
لا عودة لزمن المحاصصات، لا تكريس لهيمنة الثنائي الشيعي، لا ثلث معطًل، لا مشاركة ل”حزب الله” في الحكومة، لا وزارة مالية للشيعة، لا للتوقيع الثالث، لا لاستمرار نجيب ميقاتي في رئاسة الحكومة، نعم للقاضي نواف سلام المنقذ الجبار، المارد القهار، منهك الأشرار!..
خرج نجيب ميقاتي، وكُلّف نواف سلام.. فتحوّلت لاءاتهم الى نعم: نعم لعودة زمن المحاصصات، نعم لتكريس هيمنة “الثنائي الشيعي”، نعم للثلث المعطّل، نعم لمشاركة ” حزب الله” في الحكومة، نعم لوزارة المالية للشيعة، نعم للتوقيع الثالث …
هل بتلك الطريقة في التأليف تطبقون خطاب قسم فخامة الرئيس؟، هل بذلك الأسلوب في التشكيل تنفذون بيان التكليف؟، هل بهذا المنطق في اختيار الوزراء تبنون الدولة و مؤسساتها؟، هل بهذه العقلية الالغائية تكافحون الفساد و تسعون للاصلاح؟…
أي لعنة حاصركم بها نجيب ميقاتي؟، جميع اتهاماتكم له و قعتم فيها، بكل “ارادة” ، و بمنتهى التصميم، لم يكن هدفكم سوى الكرسيّ، و تحقيق الانتصار، و الشعور بالنشوة، حتى ولو على حساب اللبنانيين الذين آمنوا بكم، باختياراتكم، و مساركم.. فوقعوا ضحيّة شهوتكم للسلطة لا غير، أنتم أبرع من الطبقة الحاكمة بكثير.. وسنترحّم على فسادها و قمعها و جبروتها، “المكتوب يقرأ من عنوانه” ، وان كتب لهذه الحكومة ان تتشكّل، سنشهد على ذلك بأمً أعيننا، وسيكون المقلب الكبير!..
الحسرة، الألم، الحزن، و الشفقة على كل من شارك في طهي السُمّ، و كل من ساعد على حفر البئر، و كل من صدّق أكذوبة العصر، و كل من انغمس في رسم الاتفاق.. ها أنتم وقعتم في شرّ أعمالكم، و ليس أدلّ على ذلك الا بياناتكم، خطاباتكم، و تعليقاتكم .. لكن الندم لا ينفع، والأسف لا يشفع!..
دولة الرئيس المكلّف نواف سلام، قرّرت أن تتحمّل المسؤولية، وعدتنا بالتغيير، حلمنا به معك، و دعونا لك بالتوفيق، و دعمناك.. حملت “الكتاب” الى بعبدا، و أقسمت على تطبيقه، لكنك يا دولة الرئيس لم تفعل، ما يحصل اليوم ليس تأليف بين رئيس مكلّف بالتعاون مع رئيس الجمهورية كما ينصّ على ذلك الدستور و “اتفاق الطائف”، ما يجري في هذه الساعات، تبادل مغانم، مناصب، و حقائب!..
سعاد القاضي نواف سلام، قلتها بصريح العبارة الرئيس المكلّف ليس “ساعي بريد”، صراحة، يا ريته بقي كذلك؟!..
نصيحة لمن لا يرجو أو يتمنى لك الفشل، اما اقلب الطاولة على الجميع وخذ القرار باختيار وزراء مستقلين، أكفاء، و نزيهين دون أيّ تدخل من أحد، أو اعتذر!..