
أعلنت السلطات السورية، عن فرض سيطرتها الكاملة على الحدود مع لبنان، بعد تنفيذ عمليات عسكرية لملاحقة مجموعات متورطة في تهريب الأسلحة والمخدرات. وشهدت منطقة القصير في ريف حمص الغربي، مواجهات عنيفة بين الجيش السوري وعصابات تهريب، ما استدعى إرسال تعزيزات عسكرية كبيرة لضبط الأوضاع.
ووفق مصادر ميدانية، فإن الهدف الأساسي للحملة العسكرية هو إنهاء نفوذ الفصائل المسلحة، وعلى رأسها “حزب الله”، في المنطقة، إلى جانب تفكيك شبكات التهريب المنتشرة عبر المعابر غير الشرعية. كذلك، فقد أسفرت العمليات عن اعتقال عدة أشخاص، يشتبه في تورطهم بتجارة السلاح والمخدرات، في حين تواصل القوات السورية توسيع نطاق انتشارها باتجاه معبر جوسيه الحدودي.
على الجانب اللبناني، عزز الجيش اللبناني وجوده في المناطق الحدودية للحد من أي تداعيات أمنية، وسط تقارير عن تبادل للقصف بين الطرفين خلال المواجهات الأخيرة. وتزامن ذلك مع تداول مقاطع مصورة تُظهر وصول آليات عسكرية ثقيلة إلى منطقة القصير لدعم العمليات الجارية.
علاوة على ذلك، تعدّ القصير منطقة استراتيجية، لطالما كانت نقطة تلاقٍ بين سكان من جنسيات وانتماءات طائفية متنوعة. إلا أن النزاع المستمر منذ عام 2011 غيّر موازين القوى، مع تحوّل بعض القرى إلى بؤر للتهريب ومعامل لتصنيع المخدرات، ما فاقم التوترات الطائفية وخلق انقسامات حادة بين السكان المحليين.
أخيراً، يرى مراقبون أن الإجراءات العسكرية الحالية تهدف إلى إعادة فرض النظام وضبط الأمن، وسط تنسيق بين دمشق وبيروت للحد من الأنشطة غير الشرعية على الحدود. ولكن يبقى السؤال مفتوحاً حول مدى قدرة هذه العمليات على تحقيق استقرار دائم في المنطقة، خاصة في ظل استمرار التوترات الإقليمية.
المصدر: الشرق الأوسط