لبنان أمام مفترق طرق..فهل سيُسمح للرئيس عون ببناء الجمهورية الجديدة؟

بقلم ريتا السهوي- ديموقراطيا نيوز

لبنان اليوم يعيش مرحلة دقيقة، إن لم نقل مصيرية، على جميع الأصعدة: الاقتصادية، السياسية، الأمنية، والاجتماعية.
بلدٌ كان يومًا منارة الشرق، تحوّل إلى ساحة مليئة بعلامات الاستفهام، حيث يغيب الوضوح، وتسود الضبابية في القرارات و المصاير.

الاقتصاد بين الانهيار والوعود

على المستوى الاقتصادي، لا تزال الأوضاع متأزمة، رغم الوعود المتكررة بالإصلاحات. سعر الصرف يتأرجح بين تحكم السوق السوداء و العجز الرسمي، فيما يعاني اللبنانيون من تدهور مستمر في قدرتهم الشرائية. المؤسسات تنهار واحدة تلو الأخرى، والقطاع المصرفي لا يزال في حالة موت سريري، وسط غياب أي خطة اقتصادية واضحة تعيد الثقة إلى الداخل والخارج.

السياسة: تناقضات لا تنتهي

أما على الصعيد السياسي، فلا تزال البلاد غارقة في الفراغ والغلاء خصوصا في الصيام المشترك الذي يجمع المسلم والمسيحي، حيث يتقاذف الأفرقاء المسؤولية دون أن يلوح في الأفق أي توافق حقيقي. في وقت تحتاج فيه البلاد إلى قيادة قوية و واضحة، نجد أن الحلول مؤجلة، والمناورات السياسية تتصدر المشهد.

الأمن: استقرار هش وأسئلة مفتوحة

أمنيًا، يعيش لبنان على وقع تطورات مقلقة، من اشتباكات داخلية إلى تهديدات خارجية. الأمن قائم على توازنات دقيقة، لكن علامات الاستفهام تبقى قائمة حول مستقبل هذا الاستقرار في ظل الأوضاع الإقليمية المتوترة.

زيارة قائد الجيش إلى السعودية وحضوره القمة الطارئة في مصر

في خضم هذا المشهد المعقد، جاءت زيارة قائد الجيش الرئيس العماد جوزيف عون إلى السعودية، ومشاركته في القمة العربية الطارئة في مصر، كمحطات لافتة تستحق التوقف عندها. زيارةٌ تحمل دلالات كبرى وانفراج بين السعودية ولبنان في توقيتها ومضمونها، خاصة في ظل الحديث عن دوره المحتمل في المرحلة المقبلة. أضف الى ذلك الكلمة المدوية التي ألقاها في القمة العربية ونالت استحسان معظم الزعماء الأول حيث اعتبرت من أهم الكلمات وأعمقها ببعدها الوطني والقومي.
الرئيس عون استطاع من جولتين خارجيتين فقط بأهم عاصمتين عربيتين هما الرياض والقاهرة ان يثبت بأنه رجل المرحلة و رجل لبنان الجديد.
الطريق لا يزال في بدايته، ومع ذلك أسئلة كثيرة تراود اللبنانيين الذين عاشوا مرّ التجارب مع الرؤساء الكبار الذين حكموا بلدهم .. فهل سيسمح لعون بمتابعة مسيرته داخليا وخارجيا؟ هل سيكتب على اللبنانيين التنعم بعهد قوي ونظيف يعيد بلدهم الى مصاف البلاد المتقدمة والمتطورة؟ عل سيتحمّل المتضررون الكثر ولادة لبنان الحلم؟
علامات استفهام تضاف إلى المشهد اللبناني المليء بالأسرار و الكواليس..
لكن الأهم بالنسبة للشعب اللبناني ان تستمر مسيرة العهد الجديد بهذا الزخم وتحافظ عليه..
فخامة الرئيس فرصتنا الأخيرة معك.. فانتبه واحذر من المتربصين والغدارين والحاقدين..
سر و عين الله ترعاك

شارك المقال

WhatsApp
Facebook
Twitter
Email
Telegram
Print

مواضيع ذات صلة: