
بقلم ريتا السهوي – ديموقراطيا نيوز
أنا ريتا السهوي، لبنانية عربية، درست الصحافة و العلوم السياسية، ثم انتقلت إلى إدارة الأعمال، بعد ان فقدنا شقيقي بإنفجار بيروت، و هذا ما منعني من ان أتابع في الاعلام و الصحافة بسبب خوف عائلتي في وقتها..
أسست شركتي الخاصة عام 2017. كانت رحلتي مليئة بالتحديات، فقد واجهت خسائر مادية، و صراعًا مؤلمًا مع المرض، ثم جاءت جائحة كورونا لتزيد من المحنة، حيث أصبت بجلطة نصفية. لكن رغم كل ذلك، لم أفقد الأمل، بل كنت على يقين أن الله معي في كل خطوة، وأن الاستسلام لم يكن يومًا خيارًا لي.
و رغم صعوبة العمل و الآلام، ثابرتُ حتى في أصعب اللحظات. لكن مع تفاقم الظروف و انقطاع الأدوية الخاصة بمرضي المزمن، اضطررتُ إلى التوقف مؤقتًا عن العمل لأستعيد جزءًا من عافيتي، وأُعيد بناء ما هدّمته الظروف. هذه التحديات دفعتني للخروج من لبنان بحثًا عن أفق جديد، و كانت البداية من هنا.
من الرماد إلى النور
قبل عامين، بدأتُ أحقق نجاحًا صغيرًا لكنه كافٍ ليؤكد لي أن الإصرار و المثابرة يأتيان بثمارهما. أطلقتُ أول مجموعة من علامتي التجارية تحت اسم “من رحم الوجع صنعتُ قوة”، و اليوم أطلقت مجموعتي الثانية “القوة الآن”.
و بكل فخر و ثقة بالنفس أعلن أن شركتي “بريوريتا” أصبحت شركة لبنانية أوروبية مسجلة رسميًا في بلجيكا، لها عنوانها هناك كما في لبنان.
“بريوريتا” ليست مجرّد علامة تجارية، بل هي انعكاس لقصة تحدٍ وصمود. منتجاتها تشمل مستحضرات التجميل، العطور، والزيوت الطبيعية، وكل ما يجعل المرأة أكثر أناقة و جمالًا.
إيمان لا يتزعزع
يتساءل البعض: من أين لي بكل هذه القوة؟ و الإجابة ببساطة: لأنني مع الله دائمًا، هو قوتي التي لا تنضب.
تعلّمت من الحياة أن الإرادة الصادقة قادرة على تجاوز أقسى الظروف، و أن التجارب الصعبة ليست سوى دروس تمنحنا القوة.
لا أخجل من قول الحقيقة، و لا أبحث عن استعطاف، لأنني متصالحة مع نفسي و أعلم قيمة القوة الحقيقية التي تنبع من الداخل. فمحبتي للناس و احترامي لهم هو ما يعطيني دافعًا للاستمرار، و أنا على يقين بأن الحياة لا تنتهي عند الصعاب، بل تبدأ حين نقرر مواجهتها بإصرار.
و اليوم، أقف فخورة بما أنجزته، وأعلم أن رحلتي لم تنتهِ بعد، بل هي مجرد بداية لطموح أكبر. أشكركم جميعًا على دعمكم ومحبتكم، فبكم و معكم أستمر، و على الله توكلت.
و في يوم المرأة العالمي، تذكّري دائمًا أنكِ صانعة المستقبل، و ركيزة المجتمع، و روح العالم. لا شيء يقف أمام عزيمتكِ، ولا شيء يُطفئ نوركِ. استمري بالانتصار.
“أنتِ القوة، أنتِ الحياة، أنتِ الأمل.”
كل عام و أنتِ مُلهمة و مُلهِمة!