
بقلم فواز الخُجا
في شارع ضيق خلف كنيسة مار الياس بالميناء مبنى قديم ، لا فيه ترف ولا جماليات ،له باب حديدي صغير ملاصق للرصيف ،تدخله فتشرق عليك انوار الرحمات و تعلو الباب آرمة تقول هنا مائدة المحبة.
تجولت بين الباحة الخارجية و غرفة الاستقبال و اتجهت للمطبخ فاذا هو نظيف تلمع داخله التجهيزات الفندقية الحديثة.
ثم راقبت القادمين من أبناء الميناء الذين اتعبتهم الهموم و شظف العيش ، يدخلون مبتسمين و في ايديهم اوعية فارغة تملء لهم باطعمة ساخنة و بينهم طفل صغير اتجه الى رف الحلويات و غرف ما وسعت يداه.
خرجوا بهدوء و انتظام وتعلو وجههم علامات الرجاء ، لا يملكون ثمن طعام الغد لكنهم يعلمون ان المائدة تستقبلهم كل يوم .
سامحني ربي اذا وجدت في هذا المكان معبد من معابدك و فيه صلاة تصل الى اعلى السماء ، سامحني ان كان العطاء و جبر الخاطر عندي هو الزكاة و ان الحج اليك يٍّسر لنا هنا .
للروح حب الوصال