
على الرغم من انشغال الإدارة الأميركية بعدد من الملفات الكبرى، مثل إيران وروسيا وأوكرانيا، تمكن لبنان من جذب الاهتمام، حيث يُظهر الزوار من واشنطن أن هناك تركيزًا أميركيًا على الوضع اللبناني، خاصة في الملفات الإصلاحية والسيادية.
الموفدة الأميركية، مورغان أورتاغوس، أكدت خلال استقبال في السفارة اللبنانية في واشنطن على أهمية “الشجاعة في اتخاذ القرارات الجريئة”، مشددة على ضرورة اتخاذ خطوات حاسمة في الملفات اللبنانية. ووفقًا للمصدر اللبناني، فإن اللقاءات مع المسؤولين الأميركيين كانت إيجابية، وأن الوفد اللبناني يطمح إلى بناء علاقة جديدة مع المؤسسات الدولية السياسية والمالية. وقد التقى الوفد الوزاري مع كريستالينا غورغييفا رئيسة صندوق النقد الدولي، في حين كانت هناك لقاءات مع مسؤولين أميركيين آخرين، مثل مساعد وزير الخزانة الأميركي جيسي بيكر، لمناقشة مكافحة الفساد وضبط الاقتصاد اللبناني.
من جهة أخرى، فإن الخروج من اللائحة الرمادية يتطلب تعزيز الاقتصاد الشرعي ومكافحة التهريب، وهو ما كان موضوع بحث بين الوفد اللبناني والمسؤولين الأميركيين. وأكدت المحادثات على ضرورة وجود خطة إصلاحية متكاملة تشمل التشريعات، التطبيق الفعلي، والمحاسبة عبر قضاء مستقل.
الملفات الرئيسية التي يتعين معالجتها في المرحلة المقبلة هي:
- استعادة الثقة ومعالجة الصورة السلبية:
من خلال خطة إصلاحية شاملة، تبدأ بمعالجة الودائع والسرية المصرفية، مرورًا بالهيكلة المالية وصولًا إلى إعادة بناء المصارف. وهذا يتطلب متابعة جادة وتحقيق المحاسبة عبر القضاء المستقل. - الملف السيادي:
دعم الجيش اللبناني وتعزيز سيطرة الدولة على السلاح، مع تأكيد أميركي كامل لدعم الجيش، كما يتطلب تطبيق القرار 1701 والالتزام بالسيادة اللبنانية، بما في ذلك انسحاب إسرائيل الكامل من الأراضي اللبنانية. - عودة النازحين السوريين:
تبدي الإدارة الأميركية اهتمامًا أكبر بملف العودة الطوعية للنازحين السوريين إلى وطنهم، بخلاف الإدارة السابقة، وهو ما يشير إلى مقاربة أكثر جدية بهذا الملف.
في الختام، تبقى هذه الملفات بحاجة إلى متابعة جدية ومستمرة بعيدًا عن التأثيرات السياسية الداخلية، حيث أن اتخاذ قرارات استراتيجية هو ما سيحدد مستقبل لبنان على الساحة الدولية.
المصدر : كبريال مراد – نداء الوطن