محمد بن سلمان: أحسنت!

وصف الرئيس الأميركي دونالد ترامب زيارته الثانية للمملكة العربية السعودية بالممتازة، وكررها أكثر من مرة خلال لقائه بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وخلال منتدى الاستثمار السعودي- الأميركي الذي عُقد في العاصمة السعودية الرياض.

زيارة تاريخية و«رائعة»، أيضاً بحسب وصف ترامب، ذلك أن الرجل يتمّ تكريمه من قبل القيادة السعودية خصوصاً من قبل ولي العهد بشكل يليق برئيس أقوى دولة في العالم صديقة للمملكة منذ عشرات السنوات. لكنّ العلاقة الشخصية ما بين ترامب وبن سلمان تميز العلاقات ما بين الدولتين والإدارتين في البلدين، وهذا ما كان واضحاً سواء في الشكل أو في مضمون رحلة ترامب.

الرئيس الأميركي حمل معه إدارته إلى الرياض. وحمل في جعبته عدة هدايا سياسية لولي العهد. كما تلقى منه دعماً استثمارياً سعودياً للولايات المتحدة الأميركية. وهذا الأمر يقدّره ترامب الذي يعرف قيمة المملكة وقطاع الأعمال، وأن المملكة والخليج هما مصدر دعم لأميركا وله شخصياً.

استقبال ترامب في السعودية كان أسطورياً. واللقاءات مع ولي العهد والقيادة السعودية كانت على قدر من الحفاوة والتقدير. وفي نتيجتها وقّع ولي العهد السعودي والرئيس الأميركي على وثيقة الشراكة الاقتصادية الإستراتيجية بين البلدين بقيمة ٣٠٠ مليار دولار. فيما قال البيت الأبيض إن الرئيس ترامب يضمن التزاماً تاريخياً باستثمار السعودية ٦٠٠ مليار دولار في الولايات المتحدة. وأضاف أن الولايات المتحدة والسعودية وقعتا أكبر اتفاقية مبيعات دفاعية في التاريخ بنحو ١٤٢ مليار دولار.

الاتفاقيات مع السعودية تخطت مجال الأمن لتتناول مذكرات تعاون في مجالات الطاقة والتعدين والصحة والفضاء والجمارك والنقل الجوي، والبيئة والسياحة وغيرها.

ترامب وصف ولي العهد السعودي بالصديق. وبأنه رجل نقل السعودية من مكان إلى آخر. وسأله ممازحاً: هل تنام في الليل؟ في إشارة إلى عمل ولي العهد الدؤوب لنقل المملكة إلى مصاف الدول المتقدمة. وأضاف: منطقة الشرق الأوسط، وعلى رأسها السعودية، تشهد تحولاً تاريخياً بقيادة الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، مشيداً بالإنجازات اللافتة التي حققتها المملكة في مختلف المجالات.

ترامب قال في كلمته في منتدى الاستثمار السعودي – الأميركي إن واشنطن ستجعل علاقاتها بالرياض «أقوى» وإن مستقبل الشرق الأوسط يبدأ من السعودية. وأضاف: الأمير محمد بن سلمان رجل عظيم لا مثيل له، فهو أعظم من مثَّل شعبه. التحول السياسي المهم في الرياض كان استقبالَ ترامب للرئيس السوري أحمد الشرع بمبادرة من ولي العهد، وقرارَ ترامب التاريخي برفع العقوبات المفروضة على سوريا، في بادرة حسن نية تجاه ولي العهد والرئيس التركي رجب طيب أردوغان. سوريا يحق لها أن تأخذ نفساً وفرصة جديدة بدعم من أشقائها وأصدقائها.

القرار الأميركي بعناية سعودية ينقل سوريا من مكان إلى آخر.
وخلال القمة الأميركية الخليجية في الرياض تطرق ترامب إلى لبنان. وقال ان «لبنان لديه فرصة للتحرر من قبضة حزب الله وبإمكان الرئيس اللبناني جوزاف عون ورئيس الوزراء نواف سلام بناء دولة جيدة». أما عن إيران فقال ترامب: «أود أن أعقد صفقة مع إيران لكن عليها وقف دعم الإرهاب بالمنطقة وعدم سعيها إلى الحصول على سلاح نووي، ولا يمكن لإيران الحصول على سلاح نووي وعلينا تطبيق العقوبات التي فرضتها على طهران».
حسناً فعل سمو ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الذي لا ينام الليل لأجل بلده. وقد إشتغل أيضاً لأجل سوريا وغزة واستقرار المنطقة.

كلنا أمل أن يكون لبنان أيضاً، ضمن اهتماماته وأن نشهد عما قريب منتدى الاستثمار السعودي اللبناني، ليكون لبنان في قلب السعودية كما كان دائماً.

المصدر : منير الحافي – صوت كل لبنان

شارك المقال

WhatsApp
Facebook
Twitter
Email
Telegram
Print

مواضيع ذات صلة:

Scroll to Top