
سمير سكاف – “ديموقراطيا نيوز”
لا بديل عن إسقاط حماس بالضربة القاضية للجانب الاسرائيلي. ولا وقف للحرب قبل ذلك. ولا دور للحلول النهائية في هدنة هذه المرحلة. ولا يقبل الاسرائيليون فيها سوى بالحلول المؤقتة!
يمكن القول No Deal بين خطين لا يلتقيان. اسرائيل، في منطقها العسكري والاستراتيجي، لن تترك حماس في السلطة بأي شكل من الأشكال. وحماس لن تلقي السلاح.
من سلطة مدنية، الى سلطة عربية أو حتى الى أبغض الحلول: السلطة الفلسطينية. كل شيء ممكن بالنسبة للحكومة الاسرائيلية… إلا حماس!
واسرائيل لن تترك حماس بأي قدرة عسكرية كانت! كما لن تترك لها أي فرصة لإعادة بناء قدراتها بأي شكل من الأشكال لتشكيل أي خطر عليها، أو لاحتمال تكرار 7 أكتوبر جديد!
في هذه الأثناء، يتحضر رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو لتسديد الضربة القاضية ضد حماس بعد الانتهاء من ملف الأسرى. أي بعد خطوتين.
فالخطوة الأولى، وهي التي تجري حالياً. وهي تسليم حماس القسم الأول من الأسرى المتبقين لديها، أي 10 أسرى أحياء و18 أسيراً من الأموات، أياً تكن فترة وقف إطلاق النار، وهي 60 يوماً كما هي مقترحة، وأياً تكن الأثمان الاسرائيلية، وهي في مجملها “زهيدة” للاسرائيليين، بمعزل عن الوقف النهائي للحرب.
أما الخطوة الثانية فهي ستأتي بعد موجة تصعيد عنيفة ضد غزة وأهلها. وستشمل “الهدنة الأخيرة” مع تفاوض على الأسرى العشرة المتبقين من الأحياء لدى حماس وعلى آخر 12 أسيراً من الأموات!
عندها، وبعدها، سيكون بنيامين نتانياهو “حراً” بالكامل! ويمكنه عندها “جرف” أو “مسح” ما تبقى من غزة، غير آبه بالضغوط الدولية، وبضوء أخضر أميركي أكيد لضرب ما تبقى مما يعتبره “إرهاب” حماس!
“سيتحرر” نتانياهو من الضغوط السياسية والاعلامية الداخلية. كما سيتحرر من ضغوط الرأي العام وعائلات الأسرى. وسيعمل على ما يعتبره الانتصار الكامل Total Victory! وهو ما قد يبشر بأسوأ مرحلة قد تعيشها غزة!
نجحت حماس في إبعاد عنها كأس الضربة القاضية حتى الآن بتمسكها بورقة الأسرى الإسرائيليين لديها. ولكن سقوط هذه الورقة عاجلاً أم آجلاً يعني على الأرجح سقوط ورقة حماس نفسها، وسقوطها العسكري الكامل في غزة!
تدرك حماس هذا الواقع. وهي لذلك، ستحاول بشتى الوسائل عدم القبول بمفاوضات المرحلة الأخيرة من دون حل نهائي. وهو ما سينعكس تصعيداً عسكرياً جنونياً من الجانب الاسرائيلي أكثر رعباً من كل ما سبقه!
الورقة الأخيرة في الحرب لن تتجاوز على الأرجح نهاية العام الجاري. ولكنها ستكون على الأرجح “سوداء” و”حمراء”… في الوقت ذاته! والمؤسف هو أن عداد الضحايا في غزة سيتخطى ال60.000 شهيد، وعدد الجرحى سيتخطى ال 150.000 جريح! أما العالم، فسينتظر نهاية الحرب ليعقد القمم والمؤتمرات للمساهمة في تقرير شكل “اليوم التالي”، الذي يبدو وكأنه لن يتأخر!