جيشنا ما بين الواجب والفقر… ألا يستحق الحياة؟

بقلم ريتا السهوي

في وطنٍ لا يعرف الراحة، يقف الجيش اللبناني شامخًا كأرزةٍ لا تنحني، يحرس الحدود بعيونٍ لا تنام، ويصون كرامتنا بقلبٍ لا يعرف الخيانة. نحتفل اليوم بعيد جيشنا، لا كطقسٍ عابر، بل كقسمٍ متجدّد أن نبقى أوفياء لمن حمل سلاحه لا ليؤذي، بل ليحمي.

ولكن، ماذا قدّمنا له؟
ماذا أعطت الدولة لجنديها الذي يسهر في البرد، ويُضحي بالدفء، وينتظر راتبًا بالكاد يساوي وجبة طعام كريمة؟
هل يُعقل أن يبقى هذا البطل، الذي يقف في وجه الفوضى والإرهاب والفساد، رهينةً للعجز المالي والإهمال السياسي؟

اليوم، لا أكتب لأُجامل، بل لأطالب:
نعم، أطالب الدولة اللبنانية، بكل أركانها، أن ترفع الصوت والفعل. أن تُعيد إلى الجندي كرامته المادية كما هي المعنوية.
وأناشد المجتمع الدولي، الدول الصديقة والداعمة، بأن تقف إلى جانب هذا الجيش، ليس فقط بالكلمات، بل بالدعم الحقيقي والمستدام.
جيشنا لا يحتاج فقط إلى التصفيق، بل إلى الذخيرة، وإلى الراتب الذي يليق، وإلى الاحترام في كل الميادين.

كل عنصر في الجيش اللبناني، وكل فرد في قوى الأمن الداخلي، هم مرآة الشرف والوطنية. هؤلاء لا يملكون “وسائل ضغط”، بل يملكون فقط ضميرًا لا يعرف البيع.
فهل نُكافئ هذا الضمير بالصمت؟

في عيد الجيش، لا أقدّم تهنئةً تقليدية. بل أنحني احترامًا، وأرفع قلمي صوتًا:
كفى تجاهلاً لجنودنا… كفى ظلمًا!
أنصفوا من ضحّى، قبل أن يفقد الأمل.
فلنحافظ على جيشنا، ليبقى هو حافظ الوطن.

كل عيد وجيشنا بخير،
كل عيد وأنتم سندنا الحقيقي،
وأنتم الحياة التي تحمينا من الانهيار.

شارك المقال

WhatsApp
Facebook
Twitter
Email
Telegram
Print

مواضيع ذات صلة:

Scroll to Top