
بقلم جوزاف وهبه
يشتدّ وطيس المعركة الإنتخابيّة حول المقاعد السنّية الخمسة في مدينة طرابلس: الطامحون الأقوياء كثر..والمقاعد قليل!
وإذا صحّت حسابات أهل “تيّار المستقبل”، فهم سيخوضون غمار الإستحقاق؟؟..
إسمان يجري التداول بهما:ناصر عدره وهيثم مبيّض.. أما الأبرز فهو غسّان الجسر الذي يبدو انه قرر اكمال مسيرة والده النائب والوزير السابق سمير الجسر، ويُقال جنباً إلى جنب مع نسيبه رجل الأعمال حسّان عزّ الدين ليكمل أيضًا طريق والده الراحل وسيم عزّ الدين الذي سبق له أن ترشّح على لائحة الرئيس عمر كرامي في إنتخابات العام 2000 مع نايلة معوّض وسمير فرنجيّة، حيث كان الشمال دائرة واحدة!
دون ان ننسى طبعًا تردّد اسم رجل الأعمال نبيل الأحمد ليكون مرشحًا قويًا في حال قرر خوض غمار الإستحقاق الإنتخابي!..
في أجواء مصطفى علّوش بحث معمّق بالأرقام حول إمكانيّة الترشّح على لائحة واحدة مع أشرف ريفي والقوّات اللبنانيّة، مع التأنّي في استخلاص طبيعة الحواصل، وقدرة اللائحة على توفير الفوز بمقعدين سنّيين، على عكس ما جرى في استحقاق 2022 حيث توزّع الحاصلان الباقيان على النائب الماروني إيلي خوري، والأرثوذكسي جميل عبّود الذي حلّ نائباً ب 79 صوتاً فقط لا غير!
أمام فيصل كرامي معضلتان كبيرتان بعد خروجه العلني من محور الممانعة:
-مَن سيكون شريكه في منطقة الضنّية بعد أن خسر “العلاقة التقليديّة” مع النائب جهاد الصمد الذي كان يوفّر للائحة رقماً عالياً في الأصوات، وبات يستحيل التحالف معه بسبب التباعد السياسي المستجد، حيث أنّ الصمد لا زال يجلس في الصفوف الأولى لحزب الله؟
-مِن أين سيؤمّن حوالي الألف صوت (علويين ومجنّسين) كانت توفّرها له العلاقة الهادئة مع النظام السوري، قبل السقوط المدوي للرئيس بشّار الأسد؟
وإذا كان تحالفه ثابتاً مع جمعيّة المشاريع، فإنّ حاصل اللائحة لا بدّ أن يصبّ لمصلحة النائب طه ناجي، ما يجعل وضع كرامي صعباً، وهو كان كذلك في استحقاق 2022 قبل تدخّل المجلس الدستوري الذي أعاده نائباً بفارق عشرات الأصوات، ليس إلّا!
النائب إيهاب مطر الذي استطاع ان يشكّل حالة يُعتد بها على الساحة الطرابلسية بات على تناقض واضح مع الحليف السابق (الجماعة الإسلاميّة): ليس من مصلحته أن يقترب منهم، ما يعكّر صفوَ علاقته مع المملكة العربيّة السعوديّة..وليس من مصلحة الجماعة أن يُعيدوا تجربة 2022 حين توهّموا أنّ الوافد الجديد إلى السياسة “طريّ العود”، ليتبيّن لهم بالنتائج أنّه كان “يعرف ماذا يفعل”!..
إذاً، أمام النائب مطر، خيار واحد: أن يشكّل لائحته..فهل هو قادر على ذلك، ما يوفّر له الحاصل الرابح؟..
لا شكّ هناك أسماء أخرى وازنة و مؤثّرة لعلّ أبرزها الدكتور خلدون الشريف الذي بات المرشح الدائم “قيد التنفيذ” على معظم الإستحقاقات، وآخرها رئاسة بلديّة طرابلس..
وأخيراً، ماذا عن “الحالة التغييريّة” التي أوصلت الدكتور رامي فنج إلى جنّة البرلمان، هل لا تزال قائمة وفاعلة؟
تصعب الإجابة الحاسمة بفعل عاملين مبدّلين:الأوّل، إنحسار الموجة التغييريّة في البلد، عدا الأداء المتعثّر لنوّاب التغيير.. والثاني، أنّ الدكتور “التغييري” فنج لم يعد كذلك. فهو، في الإستحقاق البلدي الأخير وفي محطّات سياسيّة أخرى، بدا نزقاً، وأقرب إلى العقل التقليدي منه إلى التجديدي.مجرّد موجة عابرة، ليس إلّا!
3 مقاعد أخرى؟
ماذا عن المقاعد الثلاثة الأخرى:الماروني، العلوي والأرثوذكسي؟
ثمّة وافدة جديدة إلى المقعد الأرثوذكسي، لا بدّ من الإلتفات إلى دورها المحتمل : الوزيرة السابقة فيوليت خيرالله الصفدي، وقد افتتح الوزير محمد الصفدي حملتها الإنتخابيّة بالتبرّع ب “180 ألف دولار” لبلديّة طرابلس، وذلك بعد انقطاع طويل عن شؤون وشجون الناس، علمًا ان قرار ترشيح فيوليت الصفدي لم يتخذ بشكل نهائي لغاية اللحظة!..
أمّا المقعد الماروني، فيبدو النائب إيلي خوري متربّعاً، حسب بعض الإستطلاعات، إلى حين عودة المرشّح السابق سليمان جان عبيد بعد انقطاع، وإلى حين بلورة خطوات وطروحات رجل الأعمال جو بو ناصيف!..
أمّا المقعد العلوي، فكلّ المؤشّرات تقود إلى أنّ الحظ الذي صادف النائب الحالي حيدر ناصر في الدورة الماضية، من شبه المستحيل أن يتكرّر، بالرغم من محاولة هذا الأخير اللحاق بركب الدعوة إلى تسليم سلاح المقاومة، وبركب التقارب مع المملكة السعوديّة!..
