استقبل وزير الثقافة غسان سلامة في مكتبه في المكتبة الوطنية – الصنائع، مدير عام معهد العالم العربي في باريس جاك لانغ، ترافقه عقيلته، في حضور المدير العام للآثار المهندس سركيس الخوري، والمستشار المعماري جاد تابت، ومسؤولة موقع جبيل الأثري الدكتورة تانيا زافين، إلى جانب الوفد المرافق للسيد لانغ.

وتناول اللقاء بحث سبل تطوير العلاقات الثقافية الثنائية بين وزارة الثقافة ومعهد العالم العربي، من خلال مشاريع قريبة المدى ستُطلق في الربيع المقبل، أبرزها تنظيم معرض كبير لموقع جبيل والاكتشافات الأثرية الأخيرة فيه، في رحاب معهد العالم العربي في باريس. كما جرى التطرق إلى مشروع متكامل حول الثقافة اللبنانية سيستضيفه المعهد في مرحلة لاحقة.

وقال الوزير سلامة عقب الاجتماع:

“سعدت بلقاء الأستاذ جاك لانغ، الذي نُقدّر خبرته الطويلة كوزير ثقافة ناجح وكرئيس لمعهد العالم العربي، وهو مؤسسة فريدة من نوعها تُعنى بلغتنا وتراثنا وتُعرّف الجمهور الفرنسي على الثقافة العربية القديمة والمعاصرة. وقد اتفقنا على إقامة معرض كبير مخصص لمدينة جبيل وكنوزها الأثرية، يليه مشروع ثقافي واسع يُعنى بالثقافة اللبنانية بكل تنوعها.”

من جهته، عبّر جاك لانغ عن سعادته بزيارة لبنان، قائلاً:

“يشرفني أن أكون إلى جانب الوزير سلامة، وهو رجل ثقافة وفكر وعلاقات دولية. علاقتي بلبنان قديمة تعود إلى أيام الشباب حين زرت البلاد للمرة الأولى، وتعرفت على فنانين كبار مثل الإخوة بصبوص والرحابنة والسيدة فيروز. ولبنان بالنسبة لي بلد الإبداع والضوء.”

وأعلن لانغ أنّ معرض “جبيل، المدينة الخالدة” سيُقام بالتعاون مع اللوفر، لتسليط الضوء على أهمية المرفأ الفينيقي القديم ودوره في التاريخ المتوسطي، مشيراً إلى أنّ الخشب اللبناني الذي نُقل عبر بيبلوس إلى مصر ساهم في بناء الأهرامات.

كما شكر لانغ المديرية العامة للآثار وفريقها على جهودهم، وكشف عن مشاريع مستقبلية تشمل مدن طرابلس وصيدا وصور، مؤكداً أن لبنان “يملك ثراءً حضارياً وثقافياً لا يُقدّر بثمن”.

وختم قائلاً:

“نحن نعمل مع الوزير سلامة على تصميم حدث ثقافي كبير يُجسّد تاريخ لبنان وحاضره، تماماً كما فعلنا مع المغرب في معهد العالم العربي. هناك دينامية جديدة في لبنان تعكس إرادة حقيقية لإعادة البناء ونشر السلام، وكل عشّاق لبنان في فرنسا يساندون هذا المسار بكل محبة.