زيارة اورتاغوس ورشاد الى لبنان..الموقف الأميركي لم يتبدّل وتحذيرمصريّ!..

كتب د. عبدالله بارودي

معلومات وتسريبات صحافية كثيرة ومتنوعة جرى الكشف عنها أمس عقب اللقاءات الرئاسية التي أجرتها كل من المبعوثة الأميركية اورتاغوس ومدير المخابرات العامة في مصر حسن رشاد.

بدا واضحًا ان معظم المعطيات التي تكشّفت سلكت مسارًا واحدًا عنوانه التفاؤل وعدم صحة ما يروّج له عن قرب اندلاع حرب جديدة بين اسرائيل و”حزب الله”.
ثمة من حاول حصر مضمون زيارة الضيفين ضمن إطار استكشاف آفاق المرحلة المقبلة لا أكثر ولا أقل..
فالسيدة اورتاغوس اقترحت امكانية التفاوض المباشر او غير المباشر مع اسرائيل بعد توسيع عمل لجنة “الميكانيزم” بضم شخصيات مدنية وسياسية؟.. في حين عمد مدير عام المخابرات المصرية السيد رشاد على التركيز في كل لقاءاته بالإنجاز الذي تحقق في غزة والهدوء الذي جرى ترسيخه هناك بعد الإتفاق على وقف اطلاق النار، واستعداد مصر للتوسط بأي أمر يساعد على استقرار لبنان وشعبه..

لكن وفق المعطيات التي حصل عليها “ديمقراطيا نيوز” فإن النقاشات الأميركية اللبنانية، والمصرية اللبنانية، لم تكن محصورة ببعض الجوانب الذي حاول الطرف اللبناني التركيز عليها وتعميمها عبر مختلف الوسائل الإعلامية..
فبحسب مصادر موقعنا لا يزال الجانب الأميركي مصرًّا على موضوع الإسراع في عملية نزع سلاح “حزب الله” بأسرع وقت ممكن لا بل ان الفترة الزمنية المعطاة لإنجاز المراحل الأولى لهذه العملية بدأت تضيق كثيرًا ..
وتضيف المعلومات بأن الولايات المتحدة لا تفرق بين جنوب الليطاني وشماله، بإعتبار ان كل السلاح الثقيل والمتوسط والخفيف يجب ان يسلّم فورًا للدولة اللبنانية دون أي تباطؤ من الجانب اللبناني الرسمي، والا اعتبر لبنان متواطئًا ومتخاذلًا في هذه العملية.
وتشدّد الأوساط الأميركية على ان واشنطن لا تزال تدعم الدولة اللبنانية والحكم فيها وعلى رأسه رئيس الجمهورية العماد جوزاف وعون. لكن هذا الدعم لا يعني ان تنسى مختلف الأطراف الداخلية التعهدات والإلتزامات التي قطعتها امام المجتمعين العربي والدولي بملف “حصرية السلاح”!..

على الجانب المصري لم تكن الأمور بالسلاسة التي جرى تصويرها، فصحيح ان السيد رشاد أكد دعم بلاده للبنان والجهود الآيلة لإستقراره، الا ان الرجل أبدى تخوّفه وفق المؤشرات المتوفرة لجهازه من اقدام اسرائيل على مغامرة عسكرية أخرى واعتداء على الأراضي اللبنانية في تكرار لسيناريو غزة، بحيث تعمل تل ابيب بشكل واضح على توفير مناطق آمنة منزوعة السلاح، ان كان في غزة أو جنوب لبنان، مبديًا استعداد مصر للتوسط في أي عملية تساعد على تهدئة التوتر القائم بين الجانبين اللبناني والإسرائيلي..

ثمة من يجزم بأن اسرائيل تعلم بأن قدرات “حزب الله” العسكرية وتحديدًا الصاروخية منها تراجعت كثيرًا. لكن أهدافها اليوم تنصب على تدمير الأنفاق وتفكيك البنية العسكرية واللوجستية والتنظيمية للحزب بشكل كامل كما حصل مع حركة حماس في غزة، وبالتالي فان أي عمل عدواني يصبح مبررًا بالنسبة لها.
من هنا، على اللبنانيين أخذ التحذير المصري بمنتهى الجدية. ويجب ان لا ننسى قدرات وخبرة المخابرات المصرية التي كانت أول من حذّر الرئيس نجيب ميقاتي حينها بأن اسرائيل اتخذت القرار النهائي بشنّ الحرب على لبنان!!..

شارك المقال

WhatsApp
Facebook
Twitter
Email
Telegram
Print

مواضيع ذات صلة:

Scroll to Top