بقلم وفاء مكارم
لفت النائب أحمد الخير في حديث خاص لـ “ديمقراطيا نيوز” الى أن التيار الوطني الحر يستهدف موقع رئاسة الحكومة بغض النظر عمن يشغل هذا الموقع لتحويل الانظار عن التعطيل الذي يقوم به في موضوع رئاسة الجمهورية، معتبراً ان موقع رئاسة الحكومة وما يمثله يخفي عضلاته عن اللبنانيين ويبرزها عندما تقتضي المصلحة الوطنية ذلك.
وأشار الخير الى ان من حاول ذبح الطائف هم أولئك الذين حاولوا مصادرة صلاحيات رئيس الحكومة وتعطيل مراسيم التأليف، وتعطيل الحياة الدستورية، وابقاء موقع الرئاسة شاغرا خدمةً لمصالح شخصية، مشدداً على ان موقع رئاسة الحكومة ليس بحاجة لدعم من أحد، قوته تنبع من اتفاق الطائف وما اتفق عليه اللبنانيون في وثيقة الوفاق الوطني، والميثاق الوطني.
وعن سعي التيار الوطني الحر لتقديم شكوى أمام المجلس النيابي بحق ميقاتي بتهمة مخالفة الدستور، قال الخير “من أراد الجنون فذلك حقه ولكن فليجن بعيداً عن السراي واي شكوى من هذا النوع هي محاولة للانتقاص من موقع رئاسة الحكومة، وأتمنى أن لا يُجربنا أحد.”
كما اكد الخير ان ميقاتي يُنفذ الدستور وقد دعا اكثر من مرة لانتخاب رئيس للجمهورية حتى ننتهي من هذا النقاش الذي يهوى البعض فتحه ليتملص من مسؤوليته، متهماً الوطني الحر بمصادرة موقع رئاسة الجمهورية بأسره خدمةً لاهداف شخصية، وبأنهم اكثر المسيئين لهذا الموقع.
وختم الخير بأن مسرحية الطعن بالموازنة التي يقومون بها نصّها ضعيف، والجمهور ملّ منها، مشدداً على ان كل ما يهمهم هو التجييش وكسب الاصوات وليس مصلحة اللبنانيين.
وفيما يلي تفاصيل المقابلة:
ما هي أبعاد الهجوم الواسع النطاق الذي يديره “التيار الوطني الحر” على الرئيس ميقاتي، وما هي أهدافه؟
اعتقد أن “التيار الوطني الحر” يستهدف موقع رئاسة الحكومة بغض النظر عمن يشغل هذا الموقع، وجميعنا يتذكر الهجوم الممنهج على حكومة السنيورة ومن بعدها حكومة الرئيس الحريري مروراً بحكومات الرئيس ميقاتي.
ولكن جزء من هذا الاستهداف هو لتحويل الانظار عن التعطيل الذي يقوم به التيار بشكل أساسي ولأسباب شخصية في موضوع رئاسة الجمهورية، ولكن حتى الساعة لم يقنع التيار اللبنانيين وبالتحديد المسيحيين لماذا يرفض ترشيح جوزيف عون، وسليمان فرنجية سوى ان هناك خلاف شخصي بين المرشحين وباسيل.
هناك حديث كتير عن ان الرئيس ميقاتي ذبح الطائف ولا يهتم بالمناصفة وبأن “رئيس الحكومة مش بعضلاتو عم يعمل هيك بل بعضلات الثنائي الشيعي” ما هو ردك على هذا الكلام؟
عقلية البعض مصرّة أن تتخيّل البلد على شكل حلبة وكل طرف يسعى لعرض عضلاته فيه، ان موقع رئاسة الحكومة وما يمثله يخفي عضلاته عن اللبنانيين ويبرزها عندما تقتضي المصلحة الوطنية ذلك.
أما من حاول ذبح الطائف فهم أولئك الذين حاولوا مصادرة صلاحيات رئيس الحكومة وتعطيل مراسيم التأليف، وتعطيل الحياة الدستورية، وابقاء موقع الرئاسة شاغرا خدمةً لمصالح شخصية.
وان موقع رئاسة الحكومة ليس بحاجة لدعم من أحد، قوته تنبع من اتفاق الطائف وما اتفق عليه اللبنانيون في وثيقة الوفاق الوطني، والميثاق الوطني.
يتجه التيار الوطني الحر لتقديم شكوى أمام المجلس النيابي بحق الرئيس ميقاتي بتهمة مخالفة الدستور وتعيين حكومته رئيساً للأركان من دون اقتراح وزير الدفاع، ما تعليقك على هذه الشكوى؟ وهل فعلاً خالف الرئيس ميقاتي الدستور؟
قلتُ سابقاً بأن من أراد الجنون فذلك حقه، ولكن فليجن بعيداً عن السراي الحكومي ورئاسة مجلس الوزراء، واي شكوى من هذا النوع هي محاولة للانتقاص من موقع رئاسة الحكومة، وأنا على يقين بان السُنّة في لبنان لن يقبلوا بذلك، وأتمنى أن لا يُجرّبنا أحد.
التيار يتهم ميقاتي بمصادرة صلاحيات رئيس الجمهورية بالوقت الذي يتوجب عليه أن يحلّ مكان الرئيس في حال الفراغ، ما هو ردك؟ وماذا يقول الدستور؟
بحسب المادة ٦٢ من الدستور، فانه في حال خلو سدة الرئاسة تناط صلاحيات رئيس الجمهورية وكالة بمجلس الوزراء، فالرئيس ميقاتي ينفذ الدستور وهو دعا اكثر من مرة لانتخاب رئيس للجمهورية حتى ننتهي من هذا النقاش الذي يهوى البعض فتحه ليتملص من مسؤوليته بانتخاب رئيس للجمهورية.
اكثر من ذلك، اذا كانوا يتهمون الرئيس نجيب ميقاتي بمصادرة صلاحيات رئيس الجمهورية، فنحن نتهمهم بمصادرة موقع رئاسة الجمهورية بأسره خدمةً لاهداف شخصية، وهم اكثر المسيئين لهذا الموقع، فمنذ حضور “التيار الوطني الحر” في الحياة السياسية اللبنانية سنة ٢٠٠٥ وحتى اليوم شغر موقع رئاسة الجمهورية نحو ٥ سنوات بسبب اصرارهم على ان يكون مرشحهم في الرئاسة أو انهم سيعطلون الانتخاب.
ما هي الإجراءات التي يمكن ان تتخذونها للرد على هذه الحملة الممنهجة؟
كل حملة سيكون لها ردّ، وهذا سنناقشه مع التكتل ومع الزملاء النواب ومع كل الوطنيين في هذا البلد.
فيما يخص الموازنة، كل الكتل شاركت بتعديلات لجنة المال والموازنة، وهم من سعوا للجلسة وهم من أمنوا نصابها ، وهم من صوتوا لاقرارها، لماذا تم تقديم الطعن الآن؟
يتقصدون إفراغ البلد من كل مؤسساتها ونسأل: “هل المطلوب هو تنحي الرئيس ميقاتي ليخلو لهم الجو؟”
فنيّاً، يجب على المسرحية الناجحة ان يكون نصها قوي، وأن تبرز كل مرة شيئاً جديداً للجمهور، أعتقد ان هذه المسرحية التي يقومون بها نصها ضعيف، والجمهور مل منها، فهم يحاولون الضحك على الناس بالظهور بمظهر الحريص، ولو قدم لهم الرئيس ميقاتي موازنة يجمع عليها اقتصاديو العالم لرفضها هؤلاء. وما يهمهم هو التجييش وكسب الاصوات وليس مصلحة اللبنانيين.
هل هذه الحملة هي افلاس سياسي من التيار؟
بالتأكيد، والمفلس ليس لديه شيء يُقدمه سوى إلقاء اللوم في فشله على الاخرين.