بقلم روعة الرفاعي
كل الدلائل تشير إلى أنّ العدوان الإسرائيلي الهمجي سيستمر في تدمير الحجر وتهجير البشر من القرى والبلدات الجنوبية والتي أزيل عدد كبير منها عن الخريطة بفعل الغارات العنيفة والتدمير الممنهج من قبل الجيش الإسرائيلي ، وفي المقابل فإنّ أكثر من مليون ونصف نازحاً من القرى الجنوبية ومنطقة الضاحية قد توزعوا على مراكز لإيواء النازحين في كل المناطق اللبنانية ، وحتى الساعة وبالرغم من كل المساعدات التي وصلت وما زالت تصل عبر مطار رفيق الحريري الدولي إلاّ أنّ صرخة النازحين تعلو في المدارس من النقص الحاصل في هذه المساعدات ، وإن لم نجزم بأنّ الوجبات الغذائية اليومية لا تكفي أو هي أحياناً لا ترضي النازحين، إلاً إن هناك حاجات أساسية وضرورية في الحياة تبدو مستحيلة ضمن مدارس تفتقر لها أقلّه على صعيد الحمامات والتي بسببها تنشب الكثير من المشاكل في كل مراكز الإيواء، مما يدفع وسائل الإعلام مجتمعة للإضاءة على هذه الناحية وهذا بالفعل ما إستفز الصحافي والكاتب السياسي محمد بركات للحديث عنه مما دفع بنائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب إلى رفع دعوى ضده أمام القضاء .
أنا المدّعي وهم المتهمون
الزميل بركات وبعد مثوله أمام القضاء أصدر بياناً أكد فيه ” المجلس تقصّد تحوير كلامي كي يستطيع اتهامي بالقدح والذم وكي يطالب بحبسي لمدّة تصل إلى 3 أعوام بتهمة إثارة النعرات الطائفية”.
وعرض بركات أمام النائب العام التمييزي القاضي جمال الحجار التسجيل الكامل الذي يثبت أنّ الكلام المقدّم في عريضة الشكوى قد تمّ التلاعب به على طريقة “المونتاج” الورقي، لاختلاق جرائم غير موجودة في الحديث الكامل. فتركه بسند إقامة، على أن يقدّم الوثائق التي تثبت أنّ كلامه حوّرته الدعوى”.
وبعد خروجه من التحقيق أثنى بركات على القاضي الحجار، وقال: “تلقّيتُ نصائح بعدم المثول إلا أمام محكمة المطبوعات، لكنّني بسبب ثقتي الكبيرة بنزاهة القاضي الحجار وبحكمته، مثلتُ أمامه، إيماناً منّي بالقضاء. وأوضحتُ تحريف كلامي الذي من دونه ما كانوا ليستطيعوا بناء دعوى. وكلامي لا ينتقص من كرامة الشيخ علي الخطيب أو المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى”.
وتابع بركات: “سأكمل بهذه الدعوى أمام القضاء. فأنا لستُ هنا لأقول إنّني بريء من القدح والذم فقط، بل سأبرز خلال الأسبوع المقبل ما أغفلته الدعوى، وسأبرز ما يثبت الكلام الذي قلته، فأنا المُدّعي أمام الرأي العام وهم المُتَّهَمُون. وبما أنّهم لجؤوا إلى القضاء فنحن نثق بالقضاء وسوف نقدم ما يثبت صحّة كلامي”.
وختم بركات: “المسألة الأساس أنّني تحدّثت عن وجع النازحين، إذ أنّ هناك أكثر من مليون نازح شيعي اليوم مشرّدين ولم يستجب أحد لحاجاتهم”. وردّاً على من يعتبرون أنّ الوقت الآن ليس للخلاف مع المجلس الشيعي أجاب: “إذا لم نتكلم الآن فكيف سيحترمنا الناس لاحقاً؟ نحن صحافيين ليست مهمتنا التفاصيل الإدارية والتقنية. إذا سكتنا الآن فيما أهلنا مشرّدون والناس تموت في الشوارع، ولا تملك قوت يومها ولا مكان تنام فيه، فمتى نتكلّم؟ الآن هو وقت الكلام والآن هو الوقت لكي نواجه كلّ من يقصّر في تحمّل مسؤولياته”.
بركات يهدفون للنيل من سمعتي
الزميل بركات وفي حديث خاص لموقع ” ديمقراطيا نيوز” قال: “اليوم هناك نخب جديدة في الطائفة الشيعية تمهد للمرحلة المقبلة وأنا، لذا كانت هذه الدعوى المزّورة والمحورة لنظهر وكأننا ضد المجلس الشيعي وضد الطائفة، لكن الحقيقة وإن طال إنتظارها فهي أننا نتحدّث بلسان الناس سيما النازحين منهم والذين يؤكدون على التقصير الفاضح من قبل المجلس الشيعي”.
وتابع:” سنكمل المسيرة واليوم أكثر من الأمس بعدما تبيّن أن منطقهم قد أوصل إلى الخراب الذي نعيشه، والدمار العميم، وانتبه الناس إلى أن المنطق الآخر كان على حق. لذا هم يخشوننا ويسعون إلى ضرب مصداقيتنا وتشويه سمعتنا وتصويرنا ضد مؤسسات الطائفة. والحقيقة نحن ضد التقصير في هذه المؤسسات”.
وأضاف:” سيتم متابعة القضية وهي حكما ستنتهي أمام محكمة المطبوعات. أما تهمة إثارة النعرات الطائفية فباطلة”.
وختم: “هناك مرحلة جديدة هم يخشونها خاصة إذا ما أحسن الناس الإختيار في الإنتخابات المقبلة. وفي حال عدم إستخدامهم للعنف كما درجت العادة فإننا بلا شك نسير نحو مرحلة جديدة ونحو التغيير”.