كتبت كريستال النوّار في موقع mtv:
يعيش تلاميذ المدارس حالة من الهلع نتيجة الغارات المُتتالية التي يُشاهدونها من النّوافذ، والتي تُسمع في مناطق عدّة بعيدة عن مواقع القصف. الأوضاع خطرة، والهدوء الحذر لا يستمرّ طويلاً، فالقصف عاد بشكلٍ عنيف في عزّ النّهار، لينشر الرّعب في النّفوس.
ماذا يعيش أولادنا؟ وكيف يتعاملون مع الصّدمات المُتكرّرة وهم على مقاعد الدراسة بعيداً عن أهلهم؟
هذا السّؤال يتكرّر مع كلّ “نقزة” تتبع الغارات أو جدار الصّوت، بالإضافة إلى صوت الـMK التي لا تُغادر الأجواء من بيروت إلى المناطق كافة. تلاميذ العاصمة يعيشون رعباً غير مسبوق وخشية من الموت في أيّ لحظة، وكذلك التّلاميذ في مناطق أخرى الذين يُرافقهم الخوف طيلة النّهار خشية من أيّ استهدافٍ مُفاجئ لمُحيط مدرستهم أو لسيارة قريبة على الطّريق أثناء عودتهم إلى المنازل.
الأطفال اليوم يعيشون القلق والخوف والتوتّر في كلّ لحظة، وهذا لا ينتهي مع انتهاء الحرب ووقف إطلاق النّار، إنّما يستمرّ طويلاً وينطبع في شخصيّاتهم ويقضي على مستقبلهم. هذا ما يدفع بعض الأهالي إلى انتقاد فتح المدارس في ظلّ هذه الأوضاع.
وفي جولة سريعة على مواقع التواصل الاجتماعي، نُلاحظ انتشار التّعليقات الرافضة لاستمرار التّعليم وكأنّ “الدني بألف خير”، كما يقول أحدهم.
ومن أبرز التّعليقات اللافتة: “غلط تفتح المدارس بهيك أوضاع”، “الله يشبّع مدراء المدارس”، “أنا ما عم إبعت ولادي، يعيدوا صفّن بس ما يعيشوا هيدا الشّعور”، “إنّو هلّق التلاميذ رح تدرس وتستفيد مع نقزات وصدمات؟”، “وينو الوزير شايف شو عم يصير بالأولاد؟”، “شي بوجّع القلب، أكبر غلطة فتح المدارس ويعيش الأولاد هيدي الظّروف بعيد عن أهلن”، “منخسر ولادنا حتّى ما تروح عليهم سنة دراسيّة؟”.
بين المؤيّدين والمنتقدين لفتح المدارس، هناك حقيقة واحدة لا جدل حولها وهي أنّ مُستقبل أولادنا بخطر والحاجة باتت ملحّة لخطّة تحرّك شاملة تمنع نشأة “جيل حرب” آخر.
ألا نتّعظ من التاريخ؟