كتبت سينتيا سركيس في موقع mtv:
وثّقت الكاميرات ربما في الساعات الماضية بعضاً ممّا قد تعجز الكلمات والألسن عن وصفه، بما يتعلق بوحشية نظام بشار الأسد وجحيم المعتقلات التي بناها على صورته، مقيتةً ظالمةً ونتنة.
ومع هروب الأسد وسقوط نظامه، فتحت أبواب السجون أمام الآلاف او عشرات الآلاف أو ربما مئات الآلاف، الذين فارقتهم الحرية لسنوات طوال، وصلت مدتها في بعض الاحيان إلى أكثر من 40 عاماً… ومن هنا، يتقدّم ملف المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية الذي يؤمل في أن يخطّ صفحته الاخيرة، خصوصا مع الحديث عن عدد من المعتقلين اللبنانيين الذين أفرج عنهم، ومن بينهم سهيل حموي الذي عاد إلى شكا بعد 33 عاما و8 أيام من اعتقاله… فهل من تحرّك لبناني لكشف مصير أكثر من 600 من المخفيين؟
أطلق رئيس “حركة التغيير” إيلي محفوض، الذي لطالما حمل قضية اللبنانيين المخفيين في السجون السورية إلى المحافل العالمية، نداءً الى الحكومة اللبنانية ورئيسها، كما إلى السفارة اللبنانية في سوريا، عبر موقع mtv، للتحرك سريعا في سبيل كشف مصير المعتقلين في أقبية نظام الأسد، كاشفا أنه يتوسّل الرئيس نجيب ميقاتي منذ الأحد كي يرسل أحداً إلى سوريا من اجل إيفاد اللبنانيين بأي أنباء أو معلومات عن مصير المعتقلين هناك.
غير أنه أكد أن “التحرك اللبناني في هذا الإطار أقل من خجول، ومن غير المقبول ألا يكون على الأقل هناك مندوب واحد من قبل الدولة اللبنانية للتحقيق في هذا الملف”، مضيفا: “بس تغرق شختورة شي محلّ بيبعتوا 100 شخص لمتابعة الموضوع”، مؤكدا استعداده للتوجه إلى الاراضي السورية ومتابعة الملف بنفسه على الأرض في ظل الإهمال الكبير الحاصل.
واوضح محفوض أنه يتواصل مع عدد من الافراد في سوريا الذين يتابعون الملف، خصوصا بعد مؤتمر باريس الاخير، إلا أنهم أوضحوا أن هناك صعوبة في الولوج إلى بعض الاقبية لسريّتها، أضف إلى أنهم لم يتمكّنوا من التواصل مع السجّانين الذين أخفوا المعتقلين في دهاليز يصعب الوصول إليها من دون خرائط.
قد تكون الأيام أو الساعات المقبلة حاسمة لإنهاء واحد من أكثر الملفات ظلمًا في تاريخ لبنان، عسى أن يأتينا خبرٌ يشكّل أعجوبة بشأن مصيرهم، تمامًا كالاعجوبة التي أتتنا ومن حيث لم نتوقع من بوابة سقوط الوحش في سوريا…