بري بكَّرَ بالخلاف مع عون؟

كتب معروف الداعوق في “اللواء”: 

يرى مصدر سياسي ان العلاقة بين رئيس الجمهورية جوزاف عون ورئيس المجلس النيابي نبيه بري، شهدت توترا ملحوظا بينهما، منذ طرح اسم قائد الجيش، كمرشح جدي يتقدم على غيره من المرشحين القلائل، للرئاسة، فيما كان بري يتذرع امام كل المتسائلين والمطالبين بترشيح عون، من الداخل او المبعوثين العرب والاجانب، بأن ترشيحه يتطلب تعديل دستوريا، ليس ممكنا في الوقت الحاضر، بسبب تعذر اجراء التعديل المطلوب لذلك، ما أعطى انطباعا واضحا، بأن رئيس المجلس، لا يحبذ ترشيح عون، ويهدف من وراء التذرع بالتعديل الدستوري، لقطع الطريق على ترشيحه، لافساح المجال واسعا امام احد المرشحين، الذين يرتاح لهم شخصيا، وتامين فوزه بالرئاسة. 

ويشير المصدر الى ان التوتر في العلاقة بين بري وعون، استمر بوتيرة مرتفعة، عندما توسع مناخ ترشيح قائد الجيش اللبناني للرئاسة، من الداخل والخارج على حد سواء، وأصبح من المستحيل الاعتراض عليه، او رفضه تحت اي ذريعة كانت، واصبح انتخابه بمثابة، امر واقع، وما يتطلبه اخراج لائق ومقبول لعملية الاقتراع، التي جرت على مرحلتين، وحاز فيها عون على ٩٩ صوتا، واصبح فيها رئيسا لجمهورية لبنان.

لم يتوقف الامر عند هذا الحد، وإنما زاد الطين بلّة، عندما فشل الثنائي الشيعي، وحلفاؤهما، باعادة تسمية الرئيس نجيب ميقاتي لرئاسة الحكومة مرة جديدة، وتم اختيار القاضي نواف سلام مكانه، ما اعتبره بري وحليفه حزب لله، انما هو بمثابة انقلاب عليهما، من قبل عون، ومحاولة لتقييد تحركاتهما والالتفاف عليهما من كل النواحي لاضعافهما بالنهاية، ما تسبب بردود فعل سلبية وتهديدات، بمقاطعة الاستشارات النيابية اولا، وعدم المشاركة بأول حكومة من حكومات العهد الجديد ثانيا.

ومن وجهة نظر المصدر ان هناك واقعا سلطويا جديدا بعد انتخاب رئيس الجمهورية الجديد، وتسمية رئيس جديد للحكومة، ما يتطلب فتح صفحة جديدة بين الرؤساء الثلاثة، وارساء أسس تشكيل الحكومة الجديدة، يتمثل فيها كل الاطراف السياسيين، وتوفير كل مقومات النهوض واعادة اطلاق عجلة الدولة من جديد، لان البديل، يزيد من الخلافات والتباعد، ويعيق انطلاقة العهد الجديد، ويعطل مسيرة الانقاذ واعادة اعمار ما هدمته الحرب الإسرائيلية، ويحرم لبنان من الاستفادة من المساعدات العربية والدولية، ويبقي لبنان اسير دوامة الخلافات والانقسامات السياسية.

ويعتبر المصدر انه كان الاجدى برئيس المجلس النيابي نبيه بري اختصار الخلاف والتباين مع قائد الجيش، منذ البداية بعد توافر كل مقومات انتخابه محليا وعربيا ودوليا، واختصار انتخابه من الدوره الاولى، وليس بدورتين متتاليتين كما حصل، لقطع الطريق على كل ما تردد عن شروط ومطالب عالية السقف وضعها رئيس المجلس، وتفاديا لمزيد من التوتر بالعلاقة بينهما.

شارك المقال

WhatsApp
Facebook
Twitter
Email
Telegram
Print

مواضيع ذات صلة:

Scroll to Top