كتبت لارا يزبك في “المركزيّة”:
في توقيت حساس ومريب، استعاد “الاهالي” في الجنوب، نشاطهم العدائي ضد “اليونيفيل”. في اقل من 24 ساعة، سُجلت حادثتا اعتداء على دوريات القوات الدولية. مساء الاربعاء، افيد عن إشكال وقع في بلدة الطيبة، بين “مجهولين” وقوات اليونيفيل – الكتيبة الاندونيسية، بالقرب من العين، بعدما اعترض “المجهولون” الدورية وتهجموا عليها واقدموا على تكسير زجاج الالية ما ادى إلى إصابة احد العناصر بجروح.
اما قبل ظهر الخميس، فاعترضت مجموعة من الشبان من بلدة كفركلا طريق دورية تابعة لـ”اليونيفيل” من الكتيبة الفرنسية أثناء مرورها في البلدة وأجبرتها على التراجع بعد ضرب آليتها بعصا حديدية. وحُل الموضوع بعد التواصل مع المعنيين من دون وقوع إصابات في الحادثة، وفق المعلومات.
وكانت القوات الدولية اصدرت بيانا بعد حادثة الطيبة اعلنت فيه ان “جندي حفظ سلام أصيب بعد أن تعرضت دورية تابعة لها لهجوم من قبل مجموعة من الشباب في بلدة الطيبة في جنوب لبنان، كما تضررت آلية في الحادث”. واعتبرت أن “الاعتداءات على الرجال والنساء الذين يخدمون قضية السلام ليست فقط مدانة، ولكنها تشكل أيضاً انتهاكاً لقرار مجلس الأمن الدولي 1701 والقانون اللبناني. إن حرية حركة قوات حفظ السلام أمر حيوي خلال عملنا على استعادة الأمن والاستقرار على طول الخط الأزرق”. ودعت “السلطات اللبنانية إلى تحقيق كامل وسريع وتقديم جميع الجناة إلى العدالة”. وختمت “ما زال حفظة السلام التابعين لليونيفيل يتابعون مهامهم، وسنواصل عملنا الأساسي في المراقبة ووقف التصعيد”.
وبحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”، ثمة مخاوف جدية من ان يكون مَن يحرّك “الاهالي” جنوبا او “يمون” عليهم أقلّه، عنينا حزب الله، يريد اليوم توجيه رسالة الى القوات الدولية والى الدول التي تمثّلها في وجه خاص، يبلغها فيها انه غير راض عن أدائها ودورها في المواجهات الدائرة بينه والجيش الاسرائيلي. وقد شدد نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم امس على وجوب “مواجهة اجتماع الشر كله المتمثل بأميركا وإسرائيل وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا وألمانيا وغيرهم، باجتماع الخير كله والمتمثل بالمقاومة في فلسطين ولبنان والمنطقة ودولها الشريفة كإيران واليمن والعراق وغيرها…”.
واذ تسأل عما اذا كانت مواجهة “اجتماع الشر” بدأت من خلال “إزعاج اليونيفيل”، تشير المصادر الى ان “الحزب قد يكون يقول للفرنسيين والاوروبيين وللمجتمع الدولي عموما، الذي له قوات في الجنوب اللبناني، أن امن عناصرهم لن يكون مؤمنا بل على المحك، إن هم لم يغيّروا مِن تموضعهم السياسي اليوم ويلجموا اسرائيل ويردعوها من الذهاب نحو اي حروب اوسع ضد لبنان، أو إذا هم بقوا مصرّين على مطلب ضرورة انسحاب حزب الله الى شمالي الليطاني.
ووفق المصادر، لا يمكن فصل هذه المستجدات الميدانية، عن الضغوط الممارسة مِن العواصم الكبرى، على لبنان، للتقيد بمندرجات الـ1701 كلّها، ويبدو الحزب يقول مِن خلالها للعالم: إما تبقى الامور كما كانت قبل 7 تشرين جنوبا، اي ان وجودنا العسكري على الحدود يبقى ويستمر، أو فلترحل اليونيفيل ومعها الـ1701، تختم المصادر.