بقلم وفاء مكارم
وسط تصاعد حدة المواجهات والنزاعات الحدودية بين لبنان وإسرائيل، واعلان رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي استعداده “لترسيم كامل للحدود الجنوبية”، هل نحن فعلاً أمام نيّة لحلّ النزاع أم ان الحديث مجرّد تهدئة للنفوس؟
يشير المحلّل السياسي إبراهيم بيرم في حديث خاص لـ ” ديموقراطيا” الى ان “مسألة ترسيم الحدود البرية مطروحة دائماً، لكنها هذه المرة أخذت طابعاً جديداً لأن الترسيم البحري تم ويريدون تحصينه بالترسيم البري، فالولايات المتحدة الأميركية تسعى لتأمين مناخات الاستقرار والأمن لإنتاج النفط.”
وشدّد بيرم على أن “لا ترسيم للحدود البرية بين لبنان وإسرا.ئيل بل هناك “تظهير” او “تثبيت” للحدود المُرسّمة منذ عام 1923 “، لافتاً الى ان “هناك معلومات تقول ان كبير مستشاري الرئيس بايدن آموس هوكشتاين لم يأتِ الى لبنان لطرح الترسيم البري بل هناك شخصية لبنانية هي من طرحت الملف عليه!”.
وعن نقطة الـ B1 ، أكد بيرم أنها “تشكّل مخاطر على إسرا.ئيل كونها تؤثر على الحقول النفطية من جهة وتفتح لبنان على المنتجعات الإسرائيلية من جهة أخرى، وهي فوق نفق الناقورة المحتلة من إسرائيل، لذلك في الوقت الحاضر لن تتخلى عن هذه النقطة.”
أما من الناحية اللبنانية، أشار بيرم الى ان” ح.ز.ب الله غير مستعد الآن للتفاوض على الحدود البرية”، مؤكداً ان “الح.ز.ب ليس في وارد تسليم سلاحه سواء تمّ هذا الترسيم او لم يتمّ”، معتبراً ان هذه “المسألة باتت محسومة”!..
من جهتها، اكدت خبيرة النفط والغاز في منطقة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لوري هايتايان في حديث خاص لـ “ديمقراطيا” ان “طرح ترسيم الحدود البرية اليوم هو استكمال لإتفاق الاطار الذي نتج عنه الترسيم البحري وانطلاق اعمال التنقيب”، مشيرةً الى أن” نقطة الـ B1 التي يتمّ الحديث عنها هي نقطة الفصل بين البر والبحر وان عملية التنقيب عن النفط لا تتأثر اليوم لانها لا تتعارض مع نقط الانطلاق للحدود البرية التي حُدّدت عند النقطة 23 ولا تنطلق من الـ B1.”
وتوقعت هايتايان ان “المفاوضات قد تنتج اتفاقاً على ترسيم الحدود البرية مع ترك نقطة الـB1 ومزارع شبعا اذا شعر هوكشتاين ان هذا هو الحل الذي يمكن الانطلاق منه”، معتبرةً ان “ح.ز.ب الله قد يقبل المُضيّ في المفاوضات ان حصل بالمقابل على ضمانات أميركية”!.
ولفتت هايتايان الى ان “الطبقة الحاكمة في لبنان تستخدم جميع الأوراق التي تمكنها التفاوض مع المجتمع الدولي لتبقى في السلطة ومن ضمنها مفاوضات ترسيم الحدود”.
رغم رفض الجانب اللبناني وصف العملية بـ “ترسيم للحدود البرية” وتركيزه على فكرة “تثبيت النقاط الحدودية المتنازع عليها”، إلا ان الطرح بحد ذاته يفتح على العديد من المعارك والاشكالات او حتى الاشتباكات التي قد تبدأ ولا تنتهي!.