كتب يوسف فارس في “المركزية”:
حركة الموفدين والدبلوماسيين في بيروت والمنطقة تعكس احتمالات توسع الحرب بين لبنان واسرائيل وارتفاعها أكثر من أي وقت مضى، خصوصاً وأن سفراء أجانب وعرب بعثوا برسائل إلى دولهم لابلاغها بنسبة المخاطر الكبيرة للتصعيد على الحدود. كذلك الامر أبلغوا المسؤولين اللبنانيين بضرورة العمل على ضبط الوضع لمنع تفاقم الامور واشتعال الحرب على نطاق واسع. كما حذروا من نية اسرائيل التصعيد بسبب مأزقها في غزة وعلى جبهة الشمال مع لبنان، علماً أن حكومة الحرب في اسرئيل اتخذت قرارا بتنفيذ اعمال امنية لمواجهة حرب الاستنزاف التي تخوضها حركة حماس ومحور المقاومة، وأن الاميركيين يدعمون هذا النوع من العمليات الامنية الاسرائيلية لاسباب عدة. لكنهم لا يريدون في الوقت عينه توسع الحرب بين حزب الله واسرائيل أو على مستوى المنطقة لانها تهدد مصالحهم الحيوية وأمن الممرات المائية الدولية وحقول النفط والغاز في المتوسط، ما يضطرهم الى الدخول في الحرب للدفاع عن هذه المصالح، لذلك تسعى الدبلوماسية الاميركية والفرنسية الى احتواء التصعيد عبر إرسال موفدين الى لبنان والاراضي الفلسطينية المحتلة.
عضو اللقاء الديموقراطي النائب بلال عبدالله يقول لـ”المركزية”: “إن الجهود الاقليمية والعالمية منصبة اليوم على كيفية وقف المجازر التي ترتكبها اسرائيل بحق الفلسطينيين العزل في غزة. حتى ان لبنان ربط اجراء استحقاقاته بوقف هذه الحرب على ما قال الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الذي يشدد في كل اطلالاته الاعلامية على ان الكلمة هي للميدان قبل اي شيء آخر. لذا، وكما نرى، فإن حركة الموفدين الى لبنان تتركز على وقف العمليات العسكرية على الجبهة الجنوبية ومنع الانزلاق الى الحرب الشاملة التي لا قدرة اليوم للبنان على تحمل تبعاتها.
أما بالنسبة الى ما يحكى عن اجتماع اللجنة الخماسية وإعادة تحركها على الخط الرئاسي اللبناني فهي في رأيي كمن يلازم أم العروس، حركة بدون بركة، إضافة إلى أنها لم تتبن خيارا رئاسيا واحدا لطرحه على الفرقاء المعنيين بالاستحقاق الرئاسي. لكي تكون فاعلة يجب أن تضم ايران إليها باعتبارها الممسكة بالورقة اللبنانية بدليل قول السيد نصرالله إن الرئاسة في لبنان ليست أولوية راهنا. حتى أنها ليست كذلك لدى العالم بأسره المشغول بما يجري في البحر الاحمر والحرب التي بدأت تتوسع باتجاه ايران وسوريا والعراق، إضافة إلى الضربات العسكرية الاميركية لليمن”.
ويختم رداً على سؤال قائلاً: “إن الحزب التقدّمي الاشتراكي عمل ولا يزال على تقريب وجهات النظر بين المكونات السياسية الاساسية المعنية بإجراء الاستحقاق الرئاسي. واللقاءات كما الاتصالات مستمرة مع الجميع حتى مع التيار الوطني الحر ولكن للاسف لم نحقق الغاية المرجوة بعد”.