التراجع الايراني.. تخلّي عن الحزب او محاولة لحمايته؟.. وهل تلجأ اسرائيل لخيار العملية البرية في لبنان؟.. دياب: مجازفة!.. والزغبي: ايران اكتفت بالتعاطف مع الحزب

بقلم ديانا خدّاج

الحرب الشاملة على لبنان بدأت، فالعدو الاسرائيلي يستهدف المناطق اللبنانية مُخلّفًا دمارًا كارثيًا، مع تزايد أعداد الشهداء والمصابين على مدار الساعة. المناطق الآمنة فتحت أبوابها لآلاف النازحين جراء القصف، من الجنوب اللبناني والضاحية الجنوبية والبقاع وكافة المناطق المستهدفة، حيث ما زال يشكّل النازحون طوابيرًا على الطرقات، أدت الى زحمة سير خانقة. ‏‎

في الأثناء، نوّه الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان الى استعداد بلاده لوضع كل السلاح جانباً وإلى استعداد طهران للحوار مع واشنطن وحل الخلافات، مشدداً على أن بلاده لا تسعى لامتلاك القنبلة النووية، مضيفًا ان “حزب الله لا يستطيع مواجهة إسرائيل منفردا”، ومعتبراً أن “الهجوم الإسرائيلي على لبنان يخاطر بإشعال الصراع في المنطقة”.

هذا الكلام ما أثار الرأي العام اللبناني، حيث اعتبر ان ايران تخلّت عن “حزب الله” في ظل الظروف الصعبة التي يواجهها. فهل فعلا القرار الإيراني يصب في خانة التخلي، او أنه يحاول احتواء العدوان الاسرائيلي، منعًا لأن يصبح لبنان غزة أخرى؟..

يرى الكاتب والباحث السياسي الياس الزغبي في حديث لـ “ديمقراطيا نيوز”، ان إيران منكفئة كليًّا عن التورط المباشر في حرب واسعة ضد إسرائيل، لأنها ملتزمة في مفاوضات عميقة مع واشنطن، محاولةً الحصول على مكتسبات سياسية لقاء هذا التخلي عن حليفها في لبنان، وذلك قبل أن ينتهي عهد الادارة الأمريكية الراهنة، اي قبل الخامس من تشرين الثاني المقبل، فقد اكتفى كبار المسؤولين الإيرانيين بالتعاطف مع الحزب.

ويضيف الزغبي: “إيران تفاوض اليوم على مصالحها الخاصة ضاربة بعرض الحائط مصالح “حزب الله” ولذلك فإن التسوية ستكون على حسابه فقط، ما يعني أن قوتة العسكرية ستكون في موضع ضبط شبه كامل”.من ناحية أخرى، يعتبر البعض ان “حزب الله” نجح في جرً لبنان إلى حرب كان بالغنى عنها، ليساند غزة، إلا ان الأحداث قد برهنت ان الحرب على لبنان بدأت بتوقيت اسرائيلي لا بتوقيت الحزب.

في هذا الصدد يقول الزغبي: “لا شك في ان العدوان على لبنان، وقع بالتوقيت الاسرائيلي، ف”حزب الله” وإيران لم يخططا للدخول في حرب واسعة، فقد سبق واكتفى “نصرالله” بحرب المساندة على مدى قرابة سنة، معتبرًا أنه يخفف الضغط عن غزة التي باتت اليوم في وضع لا تُحسد عليه.

ويضيف الزغبي: “إسرائيل تمارس ضغطًا كبيرًا على إيران و”حزب الله” للقبول بتسوية ميدانية سلمية في الجنوب، بحيث ينسحب الحزب إلى شمال الليطاني على الأقل، ويتم وضع ترتيبات ميدانية يتولى من خلالها الجيش اللبناني وقوات الطوارئ الدولية مسؤولية الأمن في المنطقة الحدودية، وبالتالي تضمن عودة المستوطنين الإسرائيليين. بالاضافة الى ذلك تهدف اسرائيل الى تصفية القوة العسكرية ل”حزب الله”، ما يبدو مسألة معقدة تتطلب وقتًا طويلا”.

ويعتبر الزغبي انها الفرصة الأخيرة أمام “حزب الله” كي يوافق على الحل السياسي “الأمريكي الفرنسي” الذي طُرح عليه منذ أشهر، ورفضه مرارًا، لكي ينقذ لبنان من هذه الحرب العبثية قبل فوات الأوان.أما بالنسبة لأمريكا التي تُبدي عدم رغبتها بتوتر الوضع في لبنان، فيعتبر الزغبي انها المرحلة المناسبة لنتنياهو كي يستمر بممارساته الاجرامية، في ظل عدم قدرة الرئيس الاميركي على اتخاذ قرارات مهمة، مؤكّدًا ان الولايات المتحدة تؤيد ضمنًا العدوان على لبنان،مشيرًا الى أن التعاطف العالمي مع غزة لن يشهده لبنان و”حزب الله”.

من جهته، الصحافي يوسف دياب اعتبر خلال حديثه لـ “ديمقراطيا نيوز” ان ايران لم تتخلّ عن الحزب إنما تعارض المصالح حال دون تدخّلها في حربه ضد اسرائيل، “فإيران هي من انشأ “حزب الله” واعتبرته من اهم الجيوش لديها في المنطقة “.

ويضيف: “ايران تقدم مصلحتها على مصلحة “حزب الله” واللبنانيين، فلن تتخلى عن فرصة فتح قنوات تواصل مع الغرب لتحقيق اتفاق في الملف النووي الإيراني وإعادة طهران إلى المجتمع الدولي، بالإضافة إلى أنها تدرك أن أي ضربة لاسرائيل لن تكون مجدية ولن تحقق غرضها بل سيقابلها ردًا مدمرًا وتدخلًا دوليًا لصالح إسرائيل.تزامنًا مع اشتعال الحرب في لبنان, أشارت المعلومات ان “حزب الله” قد طلب من ايران توجيه ضربة لاسرائيل، فتلقى الرفض بحجة انه ليس الوقت المناسب، وفي هذا الصدد يقول دياب إن جميع شعارات محور الممانعة بإزالة اسرائيل، اتّضح انها من دون جدوى.

‏بالنسبة للاجتياح البري يقول دياب إنه من الاحتمالات المطروحة على طاولة نتنياهو، وكما يبدو أنه أطلع الأمريكيين على نيته، كما كان واضحًا في تصريح وزير الخارجية بلينكن حيث قال إن التقدم البري لإسرائيل غير وارد إنما يجب التحضر له.

‏اسرائيل بحسب دياب تعرف أن الاجتياح البري هو بمثابة مجازفة كبرى، فبالإضافة إلى جغرافيا لبنان التي تختلف عن جغرافيا غزة، ‏فإن قدرات “حزب الله” تفوق القدرات الإسرائيلية، ولكن إن لم تحقق إسرائيل الغاية من الضربات العسكرية، وتتمكن من إضعاف “حزب الله” فقد تلجأ لهذا الاحتمال الذي وضعته ضمن استراتيجيتها مستفيدة من الوضع في الولايات المتحدة الأمريكية التي باتت لا تهتم بملفات المنطقة. ‏ويتابع دياب: “أمريكا التي تحذر إسرائيل من المغامرات هي نفسها تمدها بالأسلحة المتطورة.‏وتخوّف دياب من لجوء إسرائيل إلى خيار المجازفة والتقدم برًا لتشكيل منطقة عازلة تسمح لها بفرض أمرًا واقعًا مغاير لما نحن عليه اليوم، بحيث أن التفاوض سيصبح على الانسحاب من المناطق اللبنانية وليس فقط على وقف القتال.

شارك المقال

WhatsApp
Facebook
Twitter
Email
Telegram
Print

مواضيع ذات صلة:

Scroll to Top