مستشفى مرجعيون الحكومي مكان للموت

كتب روجيه نهرا في “نداء الوطن”:

شكّل خروج مستشفى مرجعيون الحكومي عن العمل منذ الرابع عشر من تشرين الأول الماضي، خطراً حقيقيّاً على الأمن الصحّي لسكّان منطقة مرجعيون، وما زاد في الطين بلّة،  نزوح معظم الأطباء عن المنطقة،  ولم يعد للقاطنين أي مرجع طبي يلجأون إليه في حال تعرّضهم لإصابة أو مرض. ومع توقّف الخدمات الصحيّة للمستشفى، تفاقمت الأزمات الوجودية عند الأهالي، والتي باتت تهدّد حياة من قرر البقاء والصمود في القرى والبلدات الحدودية، وأصبحت مقوّمات الحياة في المنطقة  معدومة، لا سيّما مع تصاعد حدّة الاشتباكات والمعارك العسكرية الدائرة على طول الحدود.

إزاء هذا الواقع الصعب، بات ضروريّاً وملحّاً ان تتدخّل الدولة لإعادة إنعاش هذا المرفق، الذي يشكّل الملاذ الصحّي الوحيد والأساسي لسكان المنطقة، والتحرّك فوراً لبثّ الحياة في المستشفى مجدداً، كي لا تتكرر مأساة من أصيب في الحرب وتوفي بسبب تعطّل هذا المرفق الصحي المهم، وهذا ما حصل مع الشهيد في قوى الأمن الداخلي حبيب أبو مراد والمربية هند مسعد، عندما أصيبا بجروح جراء غارة إسرائيلية على مرجعيون. وكان من الممكن إنقاذهما لو كان المستشفى جاهزاً.

يقول  مدير المستشفى  مؤنس كلاكش لـ “نداء الوطن”،  إنّه “مع اشتداد المعارك في المنطقة والتهديد المستمر باستهداف المستشفى، ولا سيما بعدما أغارت مسيّرة إسرائيلية في الرابع من شهر تشرين الأول على سيارة إسعاف عند مدخلها واستشهاد من كان بداخلها، أصبح من الصعب على الطواقم الطبية الوصول إلى المستشفى والعمل فيه، إضافة إلى حاجة المستشفى لطبيب بنج وعمال صيانة، ما أدى إلى خروج المستشفى من العمل”.

وختم كلاكش قائلا “مع ازدياد حجم المخاطر في المنطقة، من الممكن أن نشهد في أي وقت إصابات حرجة، لذلك لا بدّ من العمل على إعادة تشغيل مستشفى مرجعيون، ونحن نتواصل مع الجهات المعنية الدولية والمحلية كافة، بهدف إيجاد صيغة، تحمي المستشفى والطاقم الطبي والإداري من أي اعتداء يعرّض حياتهم للخطر”.

من جهته، طالب المواطن إبراهيم رزق “الدولة والمنظمات الدولية بالتحرك فوراً لمساعدة أهالي منطقة مرجعيون الذين ما زالوا صامدين فيها من أجل الحفاظ على حياتهم، وانطلاقاً من ذلك، لا بدّ من إعادة تفعيل المستشفى وتأمين الحماية الدولية له بأي طريقة سواء بتسليمه إلى الجيش اللبناني أو إلى الصليب الأحمر الدولي وبالتالي إبعاد الخطر عنه، أو  تأمين مستشفى ميداني للحالات الطارئة”. ولفت رزق إلى “أننا نمرّ بمرحلة دقيقة وصعبة والخطر يداهم الجميع ولا يُفرّق بين طبيب وغيره، من هنا، إنّ مهنة الطبيب هي أكثر من رسالة إنسانية. لذلك على الجميع أن يتحمّل المسؤولية تجاه هذه المنطقة وأهلها الصامدين والراسخين في أرضهم رغم قساوة الظروف والمخاطر التي تهدد حياتنا جميعاً”.

تجدر الإشارة إلى أنّ مستشفى مرجعيون الحكومي، تأسّس عام 1961 بدعم وتمويل من  مغتربي مرجعيون وحاصبيا، وشيّد على أرض وهبتها عائلة أبو الزلوف. ومنذ انطلاقه، لم يتوقّف عن العمل الطبّي إلا خلال حرب تموز  2006 والحرب الحالية. ومن أجل تخفيف الأعباء الصحيّة على المواطنين، تجهد الجمعيات الخاصة لتقديم خدماتها الصحيّة ومنها على سبيل المثال مؤسسة كاريتاس لبنان إقليم مرجعيون – حاصبيا ومؤسّسة عامل. 

شارك المقال

WhatsApp
Facebook
Twitter
Email
Telegram
Print

مواضيع ذات صلة:

Scroll to Top