قضية صرف ثلاث طالبات من المعهد المهني الأرثوذكسي في عكار تثير جدلاً واسعاً!..وعي المطران باسيليوس ورجال الدين يحبطان مخطط شبكات التواصل

بقلم روعة الرفاعي

تستمر قضية صرف ثلاث طالبات، هنّ قمر و تيماء و راما، من المعهد المهني الأرثوذكسي العالي في عكار بسبب ارتدائهن النقاب، في إثارة جدل كبير على منصات التواصل الاجتماعي، حيث تتصاعد الدعوات للمطالبة بعدم السكوت عن قرار الإدارة الذي وصفه العديد بالظالم.
القضية، التي وقعت في منتصف العام الدراسي، أثارت القلق حول إمكانية حرمان الطالبات من متابعة تعليمهن.

و قد أفادت بعض المصادر عبر وسائل التواصل الاجتماعي بأن ادارة المعهد لجأت إلى طرد الطالبات بشكل مهين، بإعتبار أن “النقاب” محظور في المعهد، و على الطالبات خلعه إذا أردن إتمام العام الدراسي. لكن ما هي الحقيقة وراء هذه القضية، و ما هو موقف الإدارة من هذه الاتهامات؟

توضيح من المدير

في اتصال هاتفي أجرته ” ديموقراطيا نيوز” مع مدير المعهد، الأستاذ جوزيف نادر، أكد أنه لا يستطيع الإدلاء بتفاصيل إضافية حالياً و أنه في انتظار نتائج المحادثات الجارية بين المطران باسيليوس منصور المسؤول عن المعهد، ودار الإفتاء في عكار، التي أصبحت على اطلاع كامل بالحادثة.
وفقًا لمصدر مطلع داخل المعهد، لم يكن قرار الإدارة كما روّجت له بعض الأوساط عبر الإنترنت. و قال المصدر لموقع “ديموقراطيا نيوز”: “إدارة المعهد استدعت الطالبات بكل احترام بعدما قمن بارتداء النقاب خلال هذا العام الدراسي، و طلبت منهن نزع النقاب داخل الصف للسماح للأساتذة بالتواصل معهن بشكل طبيعي”.
و أضاف المصدر “لم يتم الطلب من الطالبات خلع الحجاب، بل فقط النقاب، الذي اعتُبر مشكلة خاصة في فترات الامتحانات، حيث يصعب التفاعل مع الطالبات بالشكل المناسب”.

و أشار المصدر إلى أن الإدارة عرضت على الطالبات خيار الانتقال إلى معهد آخر، حيث تمت الموافقة على هذا الخيار من قبل الطالبات بعد أن تم التنسيق مع إدارة المعهد الآخر، ووقعن على ورقة تعبر عن موافقتهن. و رغم ذلك، توالت الاتهامات ضد المعهد، واتسع الجدل بشكل كبير عبر شبكات التواصل، حيث تم تداول معلومات مغلوطة أدت إلى تشويه سمعة المعهد بالاتهامات الطائفية و الكراهية.
و على الرغم من الجدل الكبير الذي أثير حول الحادثة، فإن المعهد يظل ملتزمًا بمبدأ احترام حقوق الطالبات جميعهن، و يشدد على أهمية تهيئة بيئة تعليمية مناسبة للجميع. و مع استمرار التحقيقات و التواصل مع الجهات المعنية، فإن الأمور قد تجد طريقها إلى حل عادل يراعي مصلحة الجميع.

شقيق الطالبة قمر زعتر يكشف تفاصيل جديدة:

في حديث خاص لـ “ديموقراطيا نيوز”، قال بكر زعتر، شقيق الطالبة قمر، إن شقيقته كانت في البداية محجبة فقط، ثم قامت منذ حوالي الشهر بارتداء النقاب، حيث تبعتها طالبة أخرى.
و أضاف: “عندما قامت شقيقتي بذلك، طلب منهما مدير المعهد، الأستاذ جوزيف نادر، إزالة النقاب، مؤكداً أن الوضع لا يمكن أن يستمر، محذرًا من زيادة عدد الطالبات المنقبات في المستقبل. و بحسب رأيه، بدأ الأمر وكأنه قرار طائفي، رغم أنه كان يتذرع بأن هذا القرار جاء بتوجيهات من المطران الذي لا يتخذ قراراته دون استشارته”.

و واصل زعتر حديثه قائلاً: “بناءًا على طلب المعهد، وافقنا كأهل على نقل الطالبات إلى معهد مهني آخر. لكننا فوجئنا بأن قرار النقل كان بسبب بعد المسافة عن السكن، وليس بسبب النقاب كما تم تداوله. نحن على تواصل مع دار الإفتاء، ولن نسمح بأي مساس بعقيدتنا، ونحن في انتظار ردهم الرسمي على هذا القرار”.

سحابة صيف لم تحجب شمس الشتاء

و بينما شبكات التواصل تسعى للتصعيد كان رجال الدين في عكار يسعون للتهدئة وحل القضية و التي بالفعل تعتبر كسحابة صيف في فصل شتاء لم يحجب الشمس حيث التقى متروبوليت عكار وتوابعها للروم الارثوذكس المطران باسيليوس منصور وفداً من دار الافتاء في عكار، ضم كل من عضو المجلس الشرعي الاسلامي الاعلى الدكتور كفاح الكسار و رئيس صندوق الزكاة في عكار اسامة الزعبي و الشيخ خالد اسماعيل و الشيخ وليد اسماعيل والشيخ ز يادة عدرة و ذلك على خلفية ما أثير على وسائل التواصل الاجتماعي في المعهد الارثوذكسي.
و قد صرح سيادته بما يلي :
اننا في عكار واحة العيش الواحد الذي أثمر أمنا ومحبة وسلامًا، نتمسك بمحبتنا و أخوّتنا أكثر من أي وقتٍ مضى خصوصًا في هذه الظروف التي تكثر في الأزمات الصعبة.
اننا في معهدنا حريصون كل الحرص على احترام كل الشعائر الدينية لكل طلابنا الاحبة، وان سوء الفهم الذي حدث تم تجاوزه ولم يكن يقصد أحد الاساءة لأي أحد.
ان المعهد يرحب بعودة الطالبات الى مقاعدهن وصفوفهن بكل محبة واحترام وترحيب، و نبدي حرصنا الشديد على احترام أنظمة المعهد و معالجة الترتيبات الادارية التفصيلية بين الادارة والطلاب
ودامت عكار دائمًا عنونًا للمحبة والتسامح”.

شارك المقال

WhatsApp
Facebook
Twitter
Email
Telegram
Print

مواضيع ذات صلة:

Scroll to Top