أي تنازل “رئاسيّ” قدّم “الحزب” منذ الشغور؟

كتبت لارا يزبك في “المركزية”:

في وقت وضعت طبخة الهدنة في غزة على نار حامية، يفترض ان تنعكس هذه التهدئة على الميدان الجنوبي (الا اذا)، في معطى يُفترض ايضا، “مبدئيا”، ان يساعد في اعادة الملفات اللبنانية “العالقة” الى الواجهة.

ومع ان الاستحقاق الرئاسي يجب ان يتصدر اهتمامَي الداخل و”الخماسي الدولي”، بما ان الانتخابات اساسية لانتظام العمل المؤسساتي وايضا للمشاركة في مفاوضات ترسيم الحدود البرية التي يعتزم الموفد الاميركي اموس هوكشتاين طرحها مجددا الاسبوع الطالع على الارجح، مع عودته المرتقبة الى المنطقة… فإن هذا التوجّه لا يبدو ميسّرا.

فبحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”، كانت الخماسية الدولية تتطلع الى اعداد الارضية اللبنانية اللازمة لوضع قطار الانتخاب على السكة، غير انها، واثر اجتماعها برئيس مجلس النواب نبيه بري، لمست ان ثمة استحالة، او صعوبة كبرى، في إحداث تغيير في مقاربة بري وايضا حزب الله، للاستحقاق، حيث انهما متمسكان بترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، كما ان رئيس المجلس مصر على طاولة حوار قبل الدعوة الى اي جلسات انتخابية.

تَشددُ حزب الله عكسه ايضا كلام الرجل الثاني في الحزب، نائب امينه العام الشيخ نعيم قاسم الذي قال امس في حديث صحافي: الملف الرئاسي لا يزال معقداً، إذ لم يحدث تغيّر في مواقف أيٍّ من الأطراف الداخلية، فيما لا يملك أيٌّ من الأطراف الخارجية القدرة على جمع 65 نائباً لانتخاب رئيس للجمهورية. نأمل أن تساعد التحركات الأخيرة على فتح الباب. لا توجد عقبة لعدم انتخاب الرئيس إذا توافرت ظروف الانتخابات، ونحن حاضرون إذا حصل اتفاق للذهاب غداً إلى جلسة الانتخاب. لا تأثير للحرب على هذا الملف، ولسنا مسؤولين عن تأخير انتخاب الرئيس لأننا نؤيد مرشحاً معيناً، فلو كان الآخرون قادرين على الاتفاق على مرشح لذهبوا لانتخابه. السبب في عدم الانتخاب هو تباعد الآراء، ما يتطلّب نقاشاً وحواراً لا التمترس وراء الرغبة في الاستفزاز لأن الاستفزاز يؤدّي إلى مزيد من التعطيل.

وهنا بيت القصيد، تتابع المصادر. فالحزب يعتبر ان العقبة لدى الفريق الآخر في البلاد. غير ان المعارضة اعلنت استعدادها اكثر من مرة للسير بمرشح ثالث، توافقي لا يستفز احدا، في وقت يتمسك الثنائي الشيعي بمرشح، غير قادر على حصد 65 صوتا في مجلس النواب، بإقرار قاسم نفسه. كما ان الاخير يتهم خصومه بالتمترس والاستفزاز، لأنهم يرفضون دعم فرنجية! لكن هل قدّم الحزب والحركة تنازلا واحدا، منذ اللحظة الاولى للشغور الى اليوم، من اجل تسهيل الانتخابات؟ هما لم يفعلا.. وها هو تمسكُهما بمرشحهما يُحبط اليوم، النسخة الاخيرة، للجهود الدولية لاتمام الاستحقاق، تختم المصادر.

شارك المقال

WhatsApp
Facebook
Twitter
Email
Telegram
Print

مواضيع ذات صلة:

Scroll to Top