الكلاب الشّاردة يزداد عددها يومًا بعد يوم… “يا قاتل يا مقتول”!

بقلم رفال صبري

ظاهرة الكلاب الشّاردة ليست بجديدة على السّاحة اللّبنانية، بل هي مشكلة متواجدة أساسًا تتفاقم مع مرور الوقت…
لا شكّ أنّ الضّائقة الإقتصادية التي اجتاحت لبنان في السنوات الأخيرة كانت سببًا قويًّا في زيادة أعداد الكلاب الشّاردة، بعد أن تخلّى عنها أصحابها دون سابق إنذار ودون خصي وتعقيم بحجّة عدم القدرة على تحمّل أعباء مصاريفها التي ارتفعت مع ارتفاع الدولار.
بعد هذا الرمي العشوائي ودون سابق إدراك لتداعياته، انقلب السّحر على السّاحر! بينما اعتبر البعض أنّ رمي هذه الكلاب في الشّارع هو الحلّ حلّت عليهم لعنةً أقوى من الضيقة الإقتصادية ألا وهي الخطر الّذي يترافق يوميًّا مع المارّة في الشّوارع من مداهمة الكلاب الّتي قد تنهش وتؤذي خصوصًا في أوقات اللّيل.

إلى حدّ الآن الجهات المعنية غير قادرة على إيجاد حلّ إنساني، خصوصًا وأنّ البلديات باتت مقيّدة بقانون الرّفق بالحيوان وتحديدًا المادة 12 منه من خلال الاهتمام بالحيوانات الشّاردة.
وأساسًا لا حلول واقعية بيد أحد، فالقتل والتعذيب من خلال الرمي بالرصاص أو نشر المواد السامة حول مستوعبات النفايات وحتّى السحل أو الدهس بالسيارات حتى الموت ليست إلّا إثم لا أكثر!
فهل ذلك سيقضي على آلاف الكلاب الشاردة؟ هل سيحدّ من نسلها؟ وهل سيضمن إخلاء الشارع من أذاها؟

تشير “آية حمدان” ناشطة في جمعيات حقوق الحيوان في محيط جبل لبنان في حديثٍ ل “ديموقراطيا”، إلى أنّ الكلاب الشّاردة تُشكّل خطرًا كبيرًا على الإنسان لا سيّما إن لم تحصل على لقاحاتها فيمكن أن تنقل أمراضًا خطيرة إلى النّاس في حال ملامستها، ونحن نعطف عليها لإطعامها فقد تلحق بنا الضّرر من خلال نقلها للعدوى والأمراض دون أن نشعر.

تضيف “حمدان”، إلى أنّ الحل يكمن في مظافرة جهود الدّولة والجمعيات من خلال تطبيق ما يسمى ب”TNR” والتي ترمز إلى إحصاء أعداد كلاب الشّارع في كل منطقة وخصيها وتلقيحها ووضع إشارة على أذنها تشير إلى أنّها غير مؤذية ولن تلحق الضرّر أو تهاجم الإنسان.
وذلك لأنّ عمليات التلقيح والإخصاء تحدّ من شراسة الحيوانات وتروّضها كما وتحدّ من إنتشارها.
هذا كلّه يتم تنفيذه من خلال التعاون بين وزارة الزراعة والأطباء البيطريين والجمعيات ونحن النّاشطون في مجال حقوق الحيوان، من خلال تأمين اللّقاحات الممولة من قِبل منظمة الأغذية والزراعة وبالتالي الكشف عن صحة الكلاب الشاردة وتعقيمها.
كما ومن واجب النّاشطين أن يساهموا في تأمين الطعام للكلاب الشّاردة كون الدّولة حاليًّا لن تقم بخطوة كهذه، فهذا يقع على عاتقنا كون إشباع الكلاب قدر الإمكان سيخفف من شراستها وعدوانيتها.

بدورها “ح.ع” تروي قصّتها المؤلمة مع الكلاب الشّاردة، وذلك بعد تعرّضها لهجوم من قبل كلب شارد مصاب كانت قد صدمته سيارة وفرّت وكان قد أخرج ألمه منها وحاول أن يلتهم يدها لو لم يكن مصابًا لما استطاعت أن تنجو! ممّا اضطرها لأخذ جرعات مكثّفة من حقن ال”تيتانوس” وال”فيروراب” تلك المخصّصة لداء الكَلب والكزاز.

الأمر بحاجة إلى تمويل وتنظيم من قِبل عدّة أطراف، وإذْ لم تتعاون الجهات المعنية وتتلقى الدّعم المادي والمعنوي من الدولة ستكون النتيجة عبارة عن أعداد هائلة من الكلاب الشّاردة التي تتزاوج يوميًّا وتتكاثر لتصبح كالقطيع على الطرقات وحينها لن تكون السيطرة عليها بالأمر السهل!

شارك المقال

WhatsApp
Facebook
Twitter
Email
Telegram
Print

مواضيع ذات صلة:

Scroll to Top