مشهدية ما بعد غزة سترسم معالم الرئيس والحلّ جنوباً

كتب يوسف فارس في “المركزية”: 

يتوقّف المراقبون بكثير من الاهتمام عند الاستفاقة الاسرائيلية اليوم على أهمية تطبيق القرار 1701 بحذافيره، حيث يقدّم فريقها في الامم المتحدة تقارير يومية عما يسميه خروقات واسعة للقرار يقوم بها حزب الله بتنفيذه عمليات عسكرية ضد أراضي اسرائيل انطلاقاً من مناطق تخضع للقرار الدولي، مع المطالبة ليس باحترام القرار عبر منع الحزب من العمل العسكري فحسب، بل بإدخال تعديلات تتيح لقوات الطوارئ الدولية تطبيقه بالقوة، إضافةً الى إرسال فرقة من الجيش اللبناني مدعومة بعتاد يكفيها لاجبار حزب الله على سحب عناصره وإخلاء كل المنشآت التي تقول اسرائيل إنها تعرف اماكنها على طول الحدود وفي كل المناطق جنوب نهر الليطاني. وتفترض اسرائيل أن في استطاعتها تحقيق هذا الهدف من خلال حملة دبلوماسية كبيرة في مجلس الامن. 

يذكر أن الموفد الاميركي آموس هوكشتاين لم يحاول في زيارته الاخيرة للبنان بحث الامر بالطريقة الاسرائيلية فهو يعرف الواقع اللبناني وجنوبه، لذلك حاول إثارة ملف الحدود البرية واغلاق ملف الترسيم وفق معادلة يزعم أن اسرئيل تقبل بها وتتضمن إخلاء كل النقاط الحدودية المتنازع عليها لمصلحة لبنان، بما في ذلك الانسحاب من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والغجر شرط أن يتم تنفيذ الامر على مرحلتين. الاولى إعلان لبنانية هذه الأراضي. والثانية الاتفاق مع الامم المتحدة للإشراف عليها عسكريا وأمنيا وحياتيا الى حين تبلور واقع سياسي آخر. 

الوزير السابق فارس بويز يقول لـ”المركزية”: “ما أملى العودة الإسرائيلية الى المطالبة بتطبيق القرار 1701 هو فشل نتنياهو وحكومته في تحقيق انتصار في حربه على غزة كما في دفع الفلسطينيين باتجاه الأراضي المصرية والاردنية. باعتبار أن لا نهاية للحرب من دون تحقيق نصر سياسي. من هذا المنطلق تحاول اسرائيل إرغام لبنان على تطبيق القرار ودفع حزب الله الى شمال الليطاني لطمأنة المستوطنين في الشمال وحملهم على العودة الى منازلهم. لذا كان الطرح الاميركي عبر الموفد الرئاسي هوكشتاين بتسوية النقاط الحدودية الخلافية وانسحاب اسرائيل من باقي الاراضي المحتلة. إضافة الى التسريبات الفرنسية حول تعديل القرار وتطويره وإمكان الوصول الى حل لوقف نهائي للاعمال العسكرية بين لبنان واسرائيل. بالطبع حزب الله المعني الاول لم يعط جوابا واشترط وقف الحرب على غزة قبل البحث في أي أمر آخر. أعتقد أن لا شيء جديدا في المشهدية الراهنة في لبنان والمنطقة قبل وقف الحرب وتبلور صورة المرحلة المقبلة والحل الذي معه سترتسم معالم الرئاسة في لبنان والرئيس القادر على محاكاة المشهدية الاقليمية الجديدة”. 

شارك المقال

WhatsApp
Facebook
Twitter
Email
Telegram
Print

مواضيع ذات صلة:

Scroll to Top