هل تعود علاقة الحريري بباسيل مثل “السمنة على العسل”؟

كتب شادي هيلانة في “أخبار اليوم”:

تتجه الانظار الى الذكرى 19 لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري في 14 شباط الجاري، حيث ينتظر ان تحمل المشهدية الكثير من الدلالات والعبر وسط توقع حضور شعبي لافت، كون الذكرى هذا العام ستكون مختلفة عن سابقاتها، في ظل المعلومات عن عودة للرئيس سعد الحريري إلى الحياة السياسية التي سبق أن أعلن تعليقها منذ سنتين.

ويُجمع المحللون والمتابعون أنّ نهاية مرحلة عزوف الحريري عن السياسة، ستنتهي حتماً، ولو بشكل تدريجي، مع فارق كبير وهو ان الانطلاقة الجديدة ستكون مختلفة عن تجربته السابقة، ولن تفوح رائحة الصفقات وتقسيم نسب النفوذ على غرار ما حصل مع بداية ولاية عهد الرئيس السابق ميشال عون، وما ترتّب من “ويلات” على كافة  الصعد، وكانت عرضة لشتى انواع الانتقادات والاتهامات التي طالت علاقة الحريرية السياسية مع العهد ومع النائب جبران باسيل تحديداً.

وفي السنوات الاخيرة، ظروف وتطورات عدّة ابعدت الرجلين (اي باسيل والحريري) عن مسار التوافق والاتفاق الذي كانا يسيران عليه وعن السلطة ايضا.

وبغض النظر عن الاسباب، فإن الواقع يفيد بأن لا شيء يمنع الاتفاق مع كل المكونات السياسية في البلد، ومن جملتهم التيار الوطني الحر  كون البلد لم يعد يحتمل المزيد من التشرذم والتمزق والتجاذبات السياسية .

والجدير بالذكر، انه سبق وعلق رئيس التيار جبران باسيل امام مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان بالقول: “سماحة المفتي قل للرئيس سعد الحريري أنا أحبّه وأتمنّى عودته لرئاسة الحكومة”، وما استتبعه من  موقف لافت للنائب ألان عون، حول دور الحريري، وعبّر عن اشتياقه لهُ امام نواب الأمة في البرلمان، بقوله، “ان البلد بحاجة إلى العودة لمنطق التسويات. ولو كان الرئيس سعد الحريري موجوداً اليوم لكانت المعادلة اختلفت كثيراً، شجاعة الحريري في فتح الثغرات”. .

الى ذلك، فإنّ معلومات وكالة “اخبار اليوم” تؤكد ان عودة الحريري ستكون صاخبة بالمعنى الجماهيري والسياسي لا سيما انها ستترافق مع احتفالات، واعلان مواقف بعد الجزم المحلي والاقليمي بأنّ الفراغ في الشارع السني في لبنان لا احد قادر على تعبئته الا سعد الحريري، وهو الوحيد المؤهل لاعادة الحضور السياسي والدور السُّني في لبنان وتصحيح الخلل القائم.

هذا، وتستمر زيارة الحريري لعدة ايام يلتقي فيها قيادات من تيار المستقبل والعديد من السياسيين والشخصيات، ومن المرجح ان يلتقي وفدا من التيار الوطني الحر.

ويبقى السؤال، هل ستعود علاقة باسيل والحريري كـ”السمنة على العسل” وتكون مبنيّة على صخر، لا على رمال المصالح والترقيع والتسويات التي لا تعمّر طويلاً جراء الوعود البراقة والزائفة؟

شارك المقال

WhatsApp
Facebook
Twitter
Email
Telegram
Print

مواضيع ذات صلة:

Scroll to Top