كتب أنطوان غطاس صعب في “اللواء”:
تبقى الأنظار مشدودة لنتائج لزيارة الموفد الأميركي أموس هوكستين إلى المنطقة، فعلى ضوئها يتحدّد مصير وقف إطلاق النار من عدمه، وخصوصاً إمكان عودته إلى لبنان إذا لمس مرونة إسرائيلية، وإن كان ذلك مستبعداً وفق أكثر من مرجعية سياسية ومصدر ديبلوماسي، وبمعنى أوضح، ثمة قلق ومخاوف تتعاظم من أن تبقى الشروط الإسرائيلية عينها، وربما إرتفع منسوبها، بمعنى مراقبة لبنان جواً من قبل الطيران الإسرائيلي بما في ذلك المطار والمرفأ وكل الأجواء اللبنانية والمرافق الحيوية، وهذا بند أساسي يصرّ عليه العدو الإسرائيلي.
لذلك مهمة هوكستين في تل أبيب دونها صعوبات وعقبات، معطوفة على زحمة الموفدين الدوليين والغربيين والعرب إلى بيروت من أجل وقف إطلاق النار، بمن فيهم الموفد القطري وكان قبله أكثر من موفد.
وثمة أجواء عن سلسلة زيارات سيقوم بها أكثر من مسؤول غربي وعربي إلى لبنان، بهدف الوصول إلى وقف إطلاق النار، لكن الأساس وفق المطّلعين على الأجواء، زيارة هوكستين إلى الكيان الإسرائيلي، وما سبق ذلك من مؤتمر باريس، ومن ثم زيارة رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي إلى لندن ولقائه بوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الذي أوّل من كشف لميقاتي بأن الإدارة الأميركية بصدد إرسال هوكستين إلى تل أبيب، وإذا نجح في مهمته سيأتي إلى بيروت، لذلك فهذه الزيارة يعول عليها كثيراً، وإنّ ميقاتي كان متشدداً وحازماً مع بلينكن لضرورة أن يبذل الأميركيون قصارى جهودهم، من أجل ثني العدو عن عدوانه وخصوصاً أن لبنان ملتزم بالقرار 1701 بكامل مندرجاته، وهذا ما يصرّ عليه رئيس مجلس النواب نبيه بري، وحتى أن حزب الله ملتزم بالقرار، لكن العدو وبعدما قام به، يرى ربما أن هناك فرصة مؤاتية له قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية والدعم الأميركي اللامحدود وصمت المجتمع الدولي، من أن أجل أن يواصل عدوانه ويقضي على البنية الأمنية والسياسية والميدانية والقيادية لحزب الله، ليفرض المزيد من شروطه.
من هذا المنطلق، ثمة ترقّب وانتظار لنتائج زيارة هوكستين إلى تل أبيب وعندها يُبنى على الشيء مقتضاه على المستوى الأميركي واللبناني.