نواف سلام رئيسا للحكومة .. لا تقيدوه دعوه يعمل !!

بقلم خالد صالح

يقول الأديب الهندي “بشام ساهني” : “لقد كنت الإبن المفضل لأبي، في أيام الطفولة كنت أسرق سجائره وكان أبي يلاحظ النقص في علبته، وكان يوجّه أصابع الاتهام إلى أخي الأكبر و يوسعه ضربًا، من دون أن يشكّ بي البتّة ..
على الرغم أن أخي الأكبر كان يقسم لأبي بكل المقدسات، لكن أبي لم يكن يصدقه، وفي إحدى المرات نصب أبي كمينًا وأخذ وضعية النوم، ينتظر مجيء أخي لسرقة السجائر ، حتى يقبض عليه بالجرم المشهود ..
لكن المفارقة أنه ألقى القبض عليّ ودون أن يفعل لي شيء، قال : “أنا متأكد أن أخاك الأكبر هو من بعثك لتسرق له السجائر” ، فذهب يوسع أخي ضربًا مرة أخرى !! ..

لا ملكية لأحد

انتهت الاستشارات النيابية الملزمة وأسفرت عن تكليف القاضي السفير “نوّاف سلام” بتشكيل أولى حكومات العهد الجديد، وبعيدًا عن منطق الأرقام التي حققت لـ “سلام” تقدّمًا بـ 84 صوتًا، لكن المفارقة هي محاولة كل فريق “تجيير” هذا التكليف له ولفريقه، بدءًا من القوات اللبنانية وانتهاءًا بالتيار الوطني الحر، مرورًا ببقية الكتل التي حاولت “ركوب الموجة” .. عسى و لعلّ ..
حقيقةً، يمكن اعتبار هذا التكليف مواكبًا للإرادة العربية والدولية التي حققت الانتخابات الرئاسية قبل أيام، ويمكن اعتباره أيضًا بداية لـ “نقلة نوعية” في الأداء السياسي بعدما أثبتت الاستشارات أنه “لا ملكية لأحد” بها، وهي تأتي في سياق المتغيّرات، خصوصًا لجهة “التأليف” حيث من المرجّح أن يتخذ هذا الأمر مدًا وجزرًا حول “شكل الحكومة” و طبيعة التمثيل فيها، وهل ستكون هناك من “سرقة” بـ “الخفاء” وتحميلها لجهة أخرى .
البعض ممن سمّى سلام يدرك في “قرارة نفسه” أنه مهزوم لاسيّما أن موقفه قبل أربعة وعشرين ساعة كان في اتجاه آخر، و هذا ما يدفعنا للتساؤل، هل هذه التسمية جاءت عن “اقتناع” بدور القاضي نواف سلام أم أنها محاولة للحاق بركب التطورات و “تطويب” هذا التكليف له؟، أم أن الضغوط العريية (ضع أكثر من خط تحت العربية)، جعلت البعض يبدل رأيه بـ “سرعة الصاروخ” من دون أي مراعاة حتى لحلفاء الأمس ؟..

عقدة الانتصار

لا تُخبرني ماذا قَال عنِّي النّـاس في غيابي، بَل أخبِرني؛ لمَاذا قالوا عنّـي هذا أثنَاء وجُودك ؟ .. فالمستمع لتصاريح رؤساء الكتل وبعض النواب الذين أعطوا أصواتهم للقاضي سلام، يستشعر في تركيبة عباراتهم وكأنهم قد حققوا “انتصارًا” طال انتظاره، وأن هذا التكليف هو بداية التغيير المنشود، متناسين أن رئيس الجمهورية أكد في خطاب القسم أن مشاركة الجميع في عملية استعادة الثقة ضرورية جدا، لأنه لا عملية اقصاء لأحد ..
لكن المفارقة هي تلك العبارات التي استخدمها النائب جورج عدوان في كيل المديح للرئيس المكلف، وكأن الشعب اللبناني يملك “ذاكرة السمك”، فصدى تصريحات رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع لم يتلاشَ بعد عندما قال “لا نعرف مواقفه وجدّيته”، فكيف وبقدرة قادر طار “صوت المعارضة” من دارة “المخزومي” ليحط في دارة “سلام” .. هذا استفسار يحق لنا أن نطرحه، لأننا لم نقرأ فيه حتى اللحظة سوى “البحث عن نصر” بعدما توالت عليه الخيبات تلو الأخرى ..
“تكليف سلام” لا منّة لأحد فيه بالرغم من أن الرئيس سعد الحريري كان أول من سمّاه نهاية الـ 2019، فهذا الاسم يستند على تاريخ مشرّف في تمثيل لبنان في المحافل السياسية الدولية والقضاء الدولي، وتليق به “الرئاسة الثالثة” في مرحلة شديدة التعقيد محليا واقليميا، وتبقى “العبرة في الخواتيم” كيف سيتمكن من تشكيل الحكومة وشكلها وعناوينها وبيانها الوزاري الذي سيكون عقدة العقد ..

شارك المقال

WhatsApp
Facebook
Twitter
Email
Telegram
Print

مواضيع ذات صلة:

Scroll to Top